صدقى صبحى.. باقٍ فى مكانه
لم تكف هواتف مكتبه عن الدق، أخبار عن تعرض وحدات فى سيناء للهجوم المسلح، بينها وحدات تابعة للقوات متعددة الجنسيات، تستمر الحركة ولا تتوقف الأوامر الصادرة منه وإليه، حتى يلفحه خبر إقالته عن منصبه، بسرعة يسعى الجنرال العسكرى للتأكد من بطلان خبر الإقالة، ثم يباشر مهامه بشىء من الهدوء، وصل الفريق صبحى صدقى من بين قادة الوحدات فى القوات المسلحة إلى منصبه الحالى رئيساً للأركان ليأخذ موقعاً عسكرياً كان يشغله من قبله الفريق سامى عنان، الذى أحاله رئيس الجمهورية للتقاعد.
قرار ترقية اللواء صدقى صبحى إلى منصب قائد الجيش الثالث الميدانى على عهد المشير طنطاوى أرجعه محللون إلى تقارب العقلية العسكرية بينهما، الأمر الذى رآه كثيرون مبرراً لتمسك وزير الدفاع السابق به قائداً للجيش الثالث لمدة 3 سنوات متتالية، علاوة على الدور الذى قام به صبحى فى تأمين محافظة السويس عقب اندلاع ثورة 25 يناير، وكان أول القادة العسكريين الذى أعلن تأييده للثورة والثوار، حيث خرج عقب الثورة مباشرة محذراً من وجود طابور خامس يريد إجهاض أهداف الثورة، علاوة على دوره الفعال فى تأمين عملية الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية الرئاسية دون وقوع أى أعمال شغب أو تزوير، وهو ما أكسبه حب الثوار، حيث إنه من القلائل الذين كان يضمهم المجلس العسكرى ولم تخرج ضدهم مطالبات بالمحاكمة والتنديد بهم.
أقام رئيس الأركان، البالغ من العمر 57 عاماً، علاقات جيدة مع بدو سيناء، بحكم تدرجه فى مناصب الجيش الثالث من قائد للفرقة 19 مشاة، ثم قائد للعمليات ورئيس أركان الجيش الثالث، وبعدها تولى قيادة الجيش الثالث الميدانى فى 2009. العلاقات الطيبة مع أهالى المنطقة ساعدته فى حفظ دروب المشكلات التى تعانيها شبه الجزيرة الشرقية المتاخمة لدولة إسرائيل. خبرته كانت سبباً لاختياره فى موقعه الذى يشغله منذ أغسطس الماضى بقرار من رئيس الجمهورية، محمد مرسى، الجنرال المعروف بتدينه بين أفراد القوات المسلحة، قاد العمليات التى شنها الجيش لتطهير سيناء من البؤر الإجرامية.
«دماء كل شهيد فى سيناء لن تروح دون قصاص» تصريح على لسانه أظهر قدر إدراكه لأهمية سيناء وأمنها وأنها من أهم الأسباب التى جاءت به رئيساً للأركان وقد تكون هى أيضاً السبب فى الإطاحة به فى أى وقت، لو فشل فى تطهيرها من العناصر المسلحة دون صدام مع البدو، لذا واصل صدقى قيامه بجولات فى جنوب سيناء بعد أيام من اختياره.
إدراك صبحى لهذا الأمر دفعه إلى أن يبدأ نشاطه كرئيس للأركان بعقد لقاءات مستمرة مع البدو، معتمداً على رصيد الثقة المتبادلة معهم فى محاولة للبحث عن إنجاز شخصى له فى منصبه الجديد رئيساً للأركان بتطهير سيناء.