باحث: أسباب تاريخية وسياسية وراء الخلاف بين ماكرون وأردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
قال الدكتور بشير الديك، الباحث في الشأن التركي، إن الخلاف بين تركيا وفرنسا يعود إلى غياب الكيمياء السياسية بين الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، موضحًا أنه تتسع دائرة الخلاف لأسباب تاريخية وحضارية وسياسية وثقافية ودينية.
وأضاف "الديك" خلال مداخلة هاتفية في برنامج "اليوم" المذاع على فضائية "dmc"، أن فرنسا أشد دول الاتحاد الأوروبي الرافضة لدخول تركيا وحصولها على عضوية كاملة في الاتحاد واستخدمت ضدها الفيتو، كما اعترفت بجرائم العثمانيين ضد الأرمن بعد الانتهاء من الحرب العالمية الأولى ضمن 20 دولة على مستوى العالم، ما سبب حرجًا كبير للرئيس التركي.
وأشار الباحث في الشأن التركي، إلى أن هناك صراعات بين فرنسا وتركيا في القارة الإفريقية بسبب التوجه التركي الاقتصادي والعسكري في المستعمرات الفرنسية السابقة.
كما ظهرت الصراعات أيضًا بعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت في مطلع أغسطس الماضي، والذي خلف مقتل 204 أشخاص، حيث وصف أردوغان الزيارة بأن لها "ميول استعمارية"، كما ندد ماكرون أثناء زيارته للعراق بالتدخل التركي في العراق.
وأوضح "الديك"، أن فرنسا وقفت في صف اليونان وقبرص بأزمة شرق المتوسط ضد التدخل التركي، كما تقود حملة أوروبية للقضاء على الإسلام السياسي في القارة العجوز، ولكن يزعم أردوغان أنها حملة ضد الإسلام لأنه يموّل جماعات الإسلام السياسي في أوروبا عن طريق جمعيات خيرية تعمل على التجسس على المسلمين في أوروبا.
وتابع الباحث في الشأن التركي، أن أزمة ماكرون هي الإسلام السياسي والجهاديون المتطرفون وليس الإسلام، بدليل عيش 5 ملايين مسلم في فرنسا دون تعرضهم إلى أي اضطهاد، لكن أردوغان يحاول الحصول على تأييد عالمي وإسلامي ضد ماكرون وطالب بمقاطعة البضائع الفرنسية، لأن فرنسا تناهض الإسلام وهذا الأمر ليس حقيقيا.