الفنان عبد المنعم إبراهيم
قبل 33 عاما توقفت رحلته في الحياة عند المحطة 63 من عمره، لكن لم تنطفئ بهجته وطلته الباهية خفيفة الظل، إذ ترك فنان الكوميديا عبد المنعم إبراهيم، لنا شخصيات محفورة بتفاصيلها و"إفيهاتها" في ذاكرتنا، تأسر الأنظار بمجرد رؤيتها على الشاشة، فمغامرات "عصفور" في "طاقية الإخفاء" لا تنسى، ولزمات "عبد البر" جندي البحرية الذي يخاف المياه مع "إسماعيل يس في الأسطول" لا تزال تردد حتى اليوم، وغيرها من الإبداعات الفنية، إذ كان فنانا متكاملا امتلأت مسيرته بالعديد من الأفلام والمسلسلات التي حققت نجاحا وشهرة كبيرة.
أمام الشاشات، تميز عبد المنعم إبراهيم بأعماله الكوميدية، والاجتهاد لإضحاك الجمهور والتنفيس عنهم، وسيطرت خفة دمه وأسلوبه على مجمل أعماله، وخلف الشاشات، كانت حياة الفنان القدير كتابا من الحزن، لدرجة أنه لقب بالـ"كوميديان الحزين"، فسيطرت عليه مأسي عديدة، وصلت إلى أنه كان يدفن أقرب الناس إليه بعد وفاتهم ثم يعود لتمثيل المسرحيات الكوميدية مباشرة، إذ كان مسئولا عن أسرة كبيرة، وليس أبنائه فقط.
في لقاء تليفزيوني لابنته، سهير عبد المنعم إبراهيم، مع الإعلامي حسام المراغي في برنامج "شارع النهار"، قالت إنه كان له أخوات من والده، لكنهم غير أشقاء، تولى مسئولية تربيتهم بعد وفاة والده: "كان مسئول عن عيلة كبيرة، أخته جوزها اتوفى ورعى أولادها لحد ما كبروا ودخلوا الجامعة واتخرجوا، أخواته كانوا صغرين هو اللي رباهم برضو، كان بيضحك للناس بس كان عنده مسئوليات كتير في البيت، أخواته وأخته وأبنائه".
وبعد وفاة زوجته بعامين توفى أيضا شقيقه، تاركا له أسرة كبيرة مكونة من 6 أبناء ووالدتهم، فأصبح يعول بمفرده أسرة مكونة من 11 فردا، ووصف الفنان القدير حياته بـ"المأساة"، خلال أحد لقاءاته التليفزيونية.
وصلت مأسي "الكوميديان الحزين" لدرجة أنه دفن شقيقه وعاد إلى المسرح ليستكمل عمله، بحسب ما قالته ابنته خلال اللقاء التليفزيوني: "وهو بيمثل على المسرح جاله خبر إن أخوه اتوفى، كان يروح يدفن أخوه وينزل بعد الضهر يكمل تمثيل على المسرح، ووالدته كانت مريضة وكان بيشتغل في المسرح، ودفنها، وراح تاني يمثل".
ولد الفنان عبد المنعم إبراهيم في 24 ديسمبر 1924، بمدينة بني سويف، وجذوره من بلدة ميت بدر حلاوة محافظة الغربية، وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية ببولاق، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على البكالوريوس منه عام 1949، وتتلمذ على يد الفنان زكي طليمات الذي ضمه إلى فرقة المسرح الحديث التي أسسها "طليمات".
وتوفي الفنان القدير عبدالمنعم إبراهيم يوم 17 نوفمبر 1987، في ميت بدر حلاوة، تاركا ورائه سلسلة كبرى من الأعمال الكوميدية والمتميزة.
تعليقات الفيسبوك