نصر الدين طوبار "إمام المبتهلين".. رسب 6 مرات في الإذاعة وأنشد في "ألبرت بلندن"
الشيخ نصر الدين طوبار
"أمير أوتار القلوب، إمام المبتهلين، صاحب الصوت الشجي، مبكي العيون".. ألقاب حظى بها الشيخ نصر الدين طوبار أحد أشهر المبتهلين والمنشدين في مصر والعالم العربي.
رغم وجود العديد من المبتهلين أصحاب الصوت الندي، سواء من الذين سبقوه أو من جاءوا بعده، إلا أن الشيخ "طوبار" يظل الأكثر تأثيرا وطرقا على أوتار قلوب مستمعي وعاشقي الإنشاد الديني.
تأثيرات صوت "طوبار" العذب الممزوج بالشجون الفطري، وأدائه المميز وطريقته الفريدة في الإنشاد الديني، لم تصل إلى قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض فقط، بل امتدت إلى مسامع وقلوب غير المسلمين أيضاً، لدرجة أن إحدى الصحف الألمانية هي من أطلقت عليه لقب "أمير أوتار القلوب" أو "الضارب على أوتار القلوب".
وفي ذكرى رحيل "طوبار" الـ34، تستعرض "الوطن" مسيرة حياة الشيخ المبتهل الذي تربع على عرش قلوب المسلمين في مصر والوطن العربي كالتالي:
ولد الشيخ نصر الدين طوبار، في شهر يونيو عام 1920، بمركز المنزلة محافظة الدقهلية، وتوفي في 6 نوفمبر 1986، عن عمر ناهز 66 عاما، بعد مسيرة طويلة قدم خلالها العشرات من التواشيح والابتهالات الدينية والإنشاد في مصر في جميع دول العالم.
بزغت موهبته مبكرا منذ نعومة أظافره، وأعجب والده الحاج شلبي طوبار، بصوته العذب، وطريقة أدائه فقام بتحويله من المدرسة الخديوية بالدقهلية إلى المدرسة الأولية التي كانت تهتم بتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم، حتى أتم حفظه للقرآن الكريم قبل أن يبلغ عمره 10 سنوات.
ذاع صوت "طوبار" خلال الحفلات التي كان يحييها في المناسبات الدينية تطوعا، حتى طالب الاهالي والأقارب والده، وحفزوه للتقديم له في اختبارات المبتهلين والمنشدين بإذاعة القرآن الكريم.
ورسب الشيخ طوبار في اختبارات إذاعة القرآن الكريم ست مرات، ولم يثنه ذلك عن الاستمرار في المشاركة في الحفلات الدينية بالمساجد، حتى نجح في اختبار المرة السابعة.
استطاع أن يحافظ إمام المبتهلين في عصره على أعداد المعجبين من جمهوره، بل كانت تزيد أضعافا مضاعفة، مع كل حفل أو مناسبة يشدو وينشد فيها بتمجيد الله ومدح النبي صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر الشيخ نصر الدين طوبار أول مبتهل ينشد لحرب أكتوبر 1973 وأبطالها، فأنشد "سبّح بحمدك الصائمون" و "انصر بفضلك يا مهيمن جيشنا".
وسافر وجال في العديد من الدول العربية والاوروبية، بدعوات من المراكز الإسلامية، حتى ذاع صيته في العالم الغربي، ومنحته إحدى الصحف الألمانية لقب "الضارب على أوتار القلوب".
وكان الشيخ طوبار أول مصري ينشد في قاعة البرت هول الملكية الشهيرة بلندن، خلال الحفل الذي أقامه المركز العالمي الإسلامي.
كرمته كل الدول التى زارها إعجابا وتقديرا لصوته العذب، حتى تربع على عرش كبار المبتهلين والمنشدين العرب حتى بعد وفاته، وتم تعيينه قارئا للقرآن الكريم، ومنشدا دينيا بمسجد الخازنداه بحي شبرا، واختير مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني بأكاديمية الفنون عام 1980، وشارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة 1980.
طوبار صاحب الابتهالات والإنشادات الدينية اليومية بمسجد الحسن خلال شهر رمضان الكريم، كان الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، والشيخ مصطفى إسماعيل، ومحمود علي البنا، والشيخ راغب مصطفي غلوش، أقرب الأصدقاء له.
صال وجال في جميع الساحات بالمساجد والمناسبات الدينية والثقافية بابتهالاته التي كان أبرزها: "يا مالك الملك، مجيب السائلين، جل المنادي، يا سالكين إليه الدرب، يا بارئ الكون، الله كان ولا شئ سواه، كل القلوب إلى الحبيب تميل، بك استجير، يامن يراني في علاه ولا أراه، الطير سبحه، ياعالم السر، مؤنسي في وحدتي، يا نصير المظلومين".