«الخارجية»: جهات سيادية وراء ترشيح سامح شكرى فى اللحظات الأخيرة
كشفت مصادر دبلوماسية أن تكليف السفير سامح شكرى بتولى وزارة الخارجية، خلفاً للوزير نبيل فهمى، جاء مفاجئاً، وقالت المصادر لـ«الوطن» إن التغيير لم يكن متوقعاً نهائياً، وجاء فى اللحظات الأخيرة بعد ترشيح «شكرى» الأوفر حظاً على الساحة الدبلوماسية لخبرته الدولية الطويلة وتوليه منصب سفير مصر لدى واشنطن فى أكثر فترة عصيبة فى تاريخ مصر أثناء ثورة ٢٥ يناير وما بعدها وحتى الشهور الأولى من عهد الرئيس المعزول محمد مرسى. وأوضحت أن جهات سيادية تدخلت لترشيح «شكرى» للعمل فى الفترة التى يتولى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، التى تتطلب تعاملات حاسمة مع العالم الخارجى، خاصة الولايات المتحدة والتهديدات الإقليمية.
ويحسب للوزير الجديد صلابته فى الدفاع عن الحقوق المصرية والعربية، خاصة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى أن تكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧. وذكرت برقية للسفارة الأمريكية فى القاهرة ضمن تسريبات ويكيلكس صادرة فى 2 يوليو 2008 أن هناك تحفظات أمريكية على «شكرى» خلال عمله بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى الفترة ما بين ٢٠٠٥ وحتى ٢٠٠٨، وقالت البرقية إن الوفد المصرى برئاسته من أكثر الوفود صعوبة فى التعامل، حيث يحشد الدعم لمواقف لا تؤيدها الولايات المتحدة. وأعطت البرقية مثالاً على تصرفات «شكرى» لمداخلته فى مارس 2008 فى جلسة مجلس حقوق الإنسان التى أكد خلالها أن هناك مقاومة فلسطينية تقاتل محتلاً أجنبياً لأرضها، وأن ما تفعله هو دفاع مشروع عن النفس.
وكانت المفارقة أن يحل «شكرى» محل «فهمى» فى مناصب عدة، فما أن أنهى «فهمى» فترة خدمته سفيراً لمصر فى واشنطن اختير «شكرى» بديلاً له، ومن بعدها حل بديلاً لفهمى فى وزارة الخارجية فى حكومة إبراهيم محلب الجديدة.
وأعرب «شكرى» فى حوار خاص لـ«الوطن»، قبل شهرين تقريباً، عن رفضه التدخل الأمريكى فى الشأن المصرى، وقال إن واشنطن وثقت علاقتها بالإخوان من خلال مراكز البحث الأمريكية، ووصف قضية التمويل الأجنبى بأنها متشعبة، وتطوراتها غير مريحة، وأسلوب معالجتها كان فيه كثير من القصور، قائلاً: «لا أجد أى مبرر لخروج المتهمين الأمريكان بهذه الطريقة من مصر».
ووصف دبلوماسيون اختيار «شكرى» للخارجية بـ«الموفق» فى هذه الفترة الحاسمة التى تمر بها مصر، وقالوا إن لديه من الخبرات الواسعة التى تؤهله للتعامل مع التحديات الخارجية الراهنة. وقال السفير سيد أبوزيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اختيار «شكرى» موفق للغاية للتعامل مع الملفات المشتعلة على الساحة الدولية، خاصة الولايات المتحدة، التى له فيها خبرة طويلة. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق ناجى الغطريفى، أن اختيار «شكرى» موفق فى المرحلة الحالية، لكنه كان مفاجئاً، وقال إن «شكرى» لديه من الخبرة الطويلة ما تدعمه فى قيادة حقيبة «الخارجية» فى هذا التوقيت.