كثيرا ما يكون في منزل البعض مصاحف قديمة لا ينتفع بها بعد تمزقها، ما يجعلهم لا يستطيعون القراءة بها، ولا يعلمون كيفية التصرف فيها بطريقة صحيحة شرعيا.
وورد سؤال على الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية بشأن كيفية التصرف في المصاحف القديمة التي لا ينتفع بها؟ أجاب عليه الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
قال نصر، إن القرآن كلام رب العالمين نزل به الروح الأمين على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لهداية الناس وبيان الأحكام التي تَعَبَّدَ اللهُ الناسَ بها وكلفهم باتباعها، مضيفا أن القرآن وحي متلوّ سمعه الرسول من الوحي وحفظه بألفاظه وعباراته ووعاه وأبلغه كما سمعه إلى أصحابه، ودعاهم إلى حفظه وتفهم معانيه والعمل به، فحفظوه وعملوا بأحكامه.
وشرح أن القرآن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وقال الله تعالى في كتابه العزيز: "إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ۞ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ۞ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ" [الواقعة: 77-79]، وتلقاه المسلمون جيلًا بعد جيل، مؤكدا أن يجب على كل مسلم أن يحافظ على كتاب الله ولا يعرّضه للمهانة والضياع، بأن يجمعه ويضعه في حرز ساتر كجلد ملفوف أو قماش سميك، ثم يضعه بعد ذلك في مكان يتمكن فيه من صيانته والمحافظة عليه حتى لا تتطاير أوراقه وتكون معرضة للإهانة.
ويجب على المسلم المحافظة على كتاب الله بشتى وسائل الحفظ التي تصون كتاب الله من العبث والاستهتار، والمقصود من ذلك كله المحافظة على القرآن الكريم والقيام بما يجب نحوه من احترام، فإذا تعذر على المسلم المحافظة ولم يتمكن من المحافظة عليه بأي وسيلة من الوسائل فعليه جمعه ووضعه أو إلقاؤه في البحر، لأن الماء سيزيل أثر الكتابة وتتحول حينئذ إلى أوراق عادية سرعان ما تتآكل، وإن لم يمكنه ذلك فعليه إرسال أوراقه إلى دار الوثائق للمحافظة عليه، بحسب وصف نصر.
أما في حال تمزقت أوراق مصحف أو بعض أوراقه ولم يتمكن الإنسان من معرفة القراءة بها، ولم يمكن الانتفاع بها، ولم يتوافر له حفظها في أي مكان من الأماكن الأخرى السابقة، ولم يتمكن أيضًا من إلقائها في البحر، فلا مانع له من حرقها إذا لم يتيسر له المحافظة عليها -"فتاوى الإمام عبد الحليم محمود" (1/ 254)، لأن امتهان القرآن الكريم من أكبر المحرمات، وقد كان سبب الوبال لبعض الأمراء الذين استهانوا بحرمته فمزقهم الله شر ممزق، وفقا لقول نصر.
تعليقات الفيسبوك