«البحيرى» بعد إخلاء سبيله: 6 عربات أمن مركزى حاصرت جراج إمبابة لاعتقالى
قال طارق البحيرى، المتحدث الرسمى باسم النقابة المستقلة لعمال النقل العام، إن سائقى وعمال النقل العام مستمرون فى نضالهم من أجل تحقيق مطالبهم، وإنهم لم يكن أمامهم سبيل غير الإضراب، فى ظل انخفاض مرتباتهم، التى لا تكفى قوت يومهم، وانتشار الفساد فى الهيئة وضعف الرعاية الصحية للعاملين فيها.. «البحيرى» أكد فى حواره لـ«الوطن»، عقب إخلاء سبيله بعد التحقيق معه فى تهمة تحريض عمال النقل على الإضراب، أن المهندسة منى مصطفى، رئيس الهيئة، تدخلت للإفراج عنه بعد الضغط العمالى، وشهادة السائقين معه أمام النيابة، وتأكيدهم أنهم من قرروا الإضراب دون ضغوط من أحد.. حول القبض على «البحيرى» ومطالب عمال وسائقى النقل العام، كان الحوار التالى:
* بداية.. كيف أُلقى القبض عليك ولماذا؟
- البداية كانت الأحد الماضى، بعد دخولنا فى إضراب عن العمل، حيث أحاطت 6 عربات أمن مركزى بجراج إمبابة، التابع لهيئة النقل العام، لإلقاء القبض علىّ، بعد تحرير محضر ضدى من رئيس الجراج، واتهمنى بتحريض سائقى النقل العام على الإضراب، ولكن السائقين وعمال الجراج رفضوا تسليمى لقوات الأمن والقيادات الأمنية التى وجدت داخل الجراج، وأكدوا أننى لم أحرض أحداً منهم على الإضراب، وأنهم أضربوا عن العمل برغبتهم الكاملة، ودون أى تحريض، ولكننى فى النهاية وافقت على التوجه إلى النيابة للتحقيق فى البلاغ المقدم ضدى.
* وماذا حدث بعدها؟
- حققت النيابة معى، وشهد العمال والسائقون معى، وأكدوا أننى لم أحرضهم على الإضراب، فأخلت النيابة سبيلى، ولكن أثناء مغادرتى فوجئت برجال الأمن يلقون القبض علىّ لحين ورود تحقيقات الشرطة.
* هل حقاً حرضت العمال والسائقين على الإضراب؟
- بعد فشل الاجتماع الأخير لقيادات عمال النقل مع رئيس لجنة النقل فى مجلس الشورى، توجهنا إلى العمال، وأخبرناهم بالوضع، وعندها أكدوا جميعاً داخل الجراجات أنهم سيضربون عن العمل بشكل كامل بداية من الأحد.
* هل الإضراب مستمر حتى الآن؟
- نعم.. بل زاد عدد الجراجات المضربة بعد إلقاء القبض علىّ، تضامناً معى، ومع عمال جراج المظلات بعد أن استدعتهم النيابة، فى ظل رفضنا لفض الإضراب بالقوة.
* ما أبرز مطالبكم التى أعلنتم الإضراب من أجلها؟
- أبرز مطالبنا هى نقل تبعيتنا لوزارة النقل، وصرف بدل تحسين معيشة 300% من الأجر الأساسى، وزيادة بدل الوجبة إلى 300 جنيه شهرياً، وتوحيد بدل طبيعة العمل ليصل إلى 100%، وصرف بدل مخاطر وعدوى بحد أدنى 50% من الأساسى.
* وهل دارت مفاوضات بينكم وبين مجلس الشورى حول نقل تبعيتكم لوزارة النقل؟
- جرت العديد من المفاوضات مع مجلس الشورى، وكان آخرها الأسبوع الماضى بحضور رئيس لجنة النقل بالمجلس، ولكن الجلسة التى جمعت بيننا ومستشارى الرئاسة وأعضاء لجنة المواصلات بالشورى فشلت، بسبب تسويف نظر المطالب والوعود، فالطرف الآخر لم يكن يشغلهم حل مشاكلنا، وإنما كان هدفهم فقط إقناعنا بتأجيل الإضراب، مقابل دراسة مطالبنا بنقل تبعية النقل العام من محافظة القاهرة إلى وزارة النقل.
* هل جرت مفاوضات أخرى مع أى جهة سياسية بشأن مطالبكم؟
- دعانا وفد من الحرية والعدالة للاجتماع معهم فى مقر الحزب بميت عقبة للاستماع لمطالبنا، وحضر العمال، ولكنهم لم يحضروا لأكثر من مرة، وهذا أكبر دليل على عدم اهتمامهم بمطالبنا.
* وما الذى تنوون عمله فى الفترة المقبلة؟
- من الطبيعى أننا لن نتراجع عن مطالبنا، التى هى حق لنا، وأحب أن أشير إلى أن تدخل المهندسة منى مصطفى، رئيس هيئة النقل العام، للإفراج عنى جاء بعد الضغط الذى مارسه زملائى، وأحب أن أقول لهم إننا مستمرون فى جهادنا للحصول على جميع مطالبنا.
* ألم تفكروا فى أن إضرابكم سيضر بالشعب؟
-عمال النقل العام أكثر الفئات المظلومة فى المجتمع، فمرتباتنا لا تتعدى الألف جنيه، على الرغم من عملنا بشكل مكثف، وسبق أن هددنا أكثر من مرة بالإضراب، والحكومة تُسوّف مطالبنا، ولا تنفذها، فكيف لنا أن ننقل الناس إلى مصالحهم، ونحن لا نملك قوت يومنا، كما طالبنا أكثر من مرة بالقضاء على الفساد المنتشر بالهيئة.
* ما أكثر المشاكل التى تواجهكم فى الهيئة؟
- هناك مشكلة الرعاية الصحية، فمستشفيات الهيئة لا تصلح للرعاية على الرغم من تخصيص مبالغ مالية ضخمة لها بصورة سنوية، إلا أن الفساد المنتشر يقضى على إصلاح منظومة الرعاية الصحية، وهناك العديد من العمال يقعون ضحية لإصابات العمل، دون أن يلقوا أدنى اهتمام من الهيئة أو مستشفياتها.