"المصرية للحقوق الشخصية" ترصد 48 قضية ازدراء أديان خلال عامين
رصد تقرير صادر عن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، تزايد وتيرة ما يعرف بمحاكمات ازدراء اﻷديان في مصر، وجاء ذلك عندما وصلت إلى 48 حالة ملاحقة أهلية وقضائية، منذ يناير 2011 وحتى نهاية 2013، وأن بعض هذه الحالات اقتصر العقاب فيها على العقاب العُرفي وبعضها تم توقيع العقاب فيها من قِبَل جهة العمل.
وجاء بالتقرير أن 28 قضية نظرت فيها المحاكم خلال هذه الفترة، وتزايد أعداد هذه القضايا من ثلاث فقط خلال 2011 إلى 12 خلال 2012، ثم إلى 13 قضية خلال2013. وأدانت المحاكم ٢٧ من 42 متهمًا، وبرأت ساحة ثلاثة متهمين ولم تقبل الدعوى بالنسبة إلى 11 متهمًا، لأنها لم ترفع من طرف مختص.
وأصدرت المنظمة هذا التقرير، عقب حكم محكمة جنح مستأنف الأقصر،الأحد الماضي، والذي قضى بحبس المعلمة القبطية دميانة عبيد عبد النور، 6 أشهر في دعوى اتهامها بازدراء الإسلام، وكانت محكمة جنح الأقصر الجزئية قد قضت في 11 يونيو 2013، بتغريم المتهمة مئة ألف جنيه، وإحالة الشق المدني للمحكمة المدنية المختصة، وذلك في الدعوى رقم 1647 لسنة 2013 جنح الأقصر.
وأضافت، أن هذه القضية هي الثالثة في محافظة الأقصر خلال النصف الأول من السنة الحالية، فقد أصدرت نفس هيئة المحكمة حكمًا في 13 أبريل الماضي في القضية رقم 672 لسنة 2014، برئاسة المستشار أحمد عبد المقصود، بالحبس 6 أشهر لكل من، شهيرة محمد أحمد سليمان، وخليفة محمد خير، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وألزمت المحكمة المتهمينِ بدفع المصروفات.
وذكر التقرير أن كيرلس شوقي عطا الله، يحاكم في الوقت الحالي بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، واسمها: "فرسان الصليب"، أمام محكمة جنح أرمنت بمحافظة اﻷقصر التي قامت بتأجيل محاكمته إلى تاريخ 24 يونيو الجاري.
وقال إسحق إبراهيم، مسؤول برنامج حرية الدين والمعتقد في المبادرة المصرية، إن: "الوضع في محافظة الأقصر يبعث على القلق، حيث أصبح تحرير محضر ضد مواطن بتهمة ازدراء الأديان كفيلًا بحبسه، في ظل الميل إلى محاكمة المتهمين على أساس القيم وليس على أساس تطبيق النماذج الإجرامية الواردة في قانون العقوبات، وفي ظل غياب التحريات الدقيقة، عادةً ما تلقى أجهزة الأمن القبض على "المشكو في حقه"، دون التأكد من صدق الشكوى ومدى اتفاقها مع صحيح القانون. وعلى نفس المنوال تأتي تحريات المباحث المسلمة إلى النيابة العامة، حتى تكاد تكون نسخة من البلاغات المقدمة من أهالٍ ضد مواطنين آخرين، يتهمونهم بازدراء الأديان.
وأضاف إبراهيم: "إن هذه القضايا تعد أول اختبار حقيقي للقيادة السياسية الجديدة بشأن مدى التزامها بقيم المواطنة وضمانات حريات الدين والمعتقد المنصوص عليها دستوريًّا، وخصوصًا، أنها بيدها سلطة العفو عن المحكومين في هذه القضايا".
وحذرت المبادرة المصرية، من وجود حالة من التربص بحرية الرأي والتعبير من قبل أفرادٍ ومؤسساتٍ تريد فرض وصايتها على المواطنين، في ظل مناخ معادٍ للحريات، مدعوم من السلطة الحاكمة، وخصوصًا أن المواد القانونية التي يحاكم على أساسها المتهمون تنتهك حقوقًا دستورية راسخة واضحة، خصوصًا المادة (98) والتي أخَلَّت بقواعد المساواة في الحماية القانونية، وافتقرت إلى الضوابط الدستورية اللازمة للتجريم، وقيدت من الحقوق والحريات.
وطالبت المبادرة، بتغيير التشريعات المقيدة للحريات، التي تنتهك الحقوق الدستورية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، كما طالبت وزارة العدل بنقل محاكمة كيرلس شوقي إلى محافظة القاهرة، مع توفير بيئة مواتية لمحاكمات عادلة لجميع المتهمين، تضمن حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم وتقديم دفوعهم.