"إن بي سي": أين الوجوه البارزة في حروب العراق السابقة الآن؟
تناولت شبكة "إن بي سي" الأمريكية بالتحليل مواقف العديد من الشخصيات العراقية والعالمية، التي برزت بقوة على الساحة السياسية أثناء الحرب علي العراق عام 2003، وأدلت الصحيفة بالعديد من التصريحات والمواقف التي فقدت مصداقيتها فيما بعد، فتلقي شبكة "إن بي سي" الأمريكية نظرة على ما انتهت إليه هذه الشخصيات في المشهد السياسي الحالي.
وكانت البداية مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، حيث قالت الشبكة أن "بوش" الذي قام بشن حرب على العراق في 20 مارس 2003، بحجة تخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل وإزاحة صدام حسين من السلطة، تعهد في مارس 2003 بتخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل ومنع وصولها للإرهابيين، قائلا "سيتم التخلص من خطر أسلحة الدمار الشامل قبل فوات الآوان". وأضافت الصحيفة أن "بوش" يعيش الآن خارج مدينة "دالاس" منذ تركه لمنصبه في عام 2009، ولم يعلق حتى الآن على أزمة العراق الأخيرة، وامتنع عن التخمين عن الشئون الخارجية والداخلية بالعراق للصحف ووسائل الإعلام.
أما الشخصية الثانية التي تناولتها الصحيفة هي ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق، حيث أكدت الشبكة أن "ديك" اتخذ النهج المعاكس، وأضافت أن "ديك" نشر هذا الأسبوع مقالا وشريط فيديو على موقع "يوتيوب"، يتهم فيه الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية نحو طريق الهبوط، مضيفا أنه كتب "نادرا ما يخطئ رئيس أمريكي بهذا القدر في الكثير من حساباته السياسية".
وأوردت الشبكة عن "تشيني" في حوار مع برنامج "واجه الصحافة" على شبكة "إن بي سي" عشية الحرب على العراق في عام 2003، قوله "سوف يتم الترحيب بالقوات الأمريكية باعتبارهم محررين"، وقال في عام 2005 أي قبل ست سنوات من انسحاب القوات الأمريكية من العراق: "إن حركة التمرد كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة".
والشخصية الثالثة التي اعتبرتها الشبكة من الشخصثيات المؤثرة في حرب العراق الأولى، هي كولين باويل وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وأشارت "إن بي سي" أن "كولين" خاطب مجلس الأمن الدولي في مارس 2003 لحشد الدعم الدولي للحرب على العراق، وفي صورة لا يمحيها الوقت حيث كان يمسك بقنينة صغيرة لشيء أراد أن يوحي بخطورته كما لو كان فيروس "الجمرة خبيثة". وقد أعرب "كولين" في ظهور له هذا الأسبوع مع رئيس وزراء اليابان عن أمله في إيجاد بعض الحلول لأعمال العنف في العراق، قائلا إن "الإجراءات الدبلوماسية يجب أن تتخذ لحل هذه المشكلة" وذلك وفقا لما أوردته صحيفة "الجابان تايمز" اليابانية.
والشخصية الرابعة هي دونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق، وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه تم سؤال "دونالد" عن أدلة دعم العراق للإرهابيين بأسلحة الدمار الشامل، وأجاب إنذاك بكلمات مبهمة "المعلوم المجهول" و"المجاهيل المعروفة"، ولم يعلق علناً على أعمال عنف جديدة في العراق، وعندما سأله المخرج إيرول موريس أثناء تصويره لفيلم وثائقي عن العراق في وقت سابق من هذا العام "ما إذا كان غزو العراق خطأ أم لا"، أجاب "رامسفيلد": "اعتقد أن الوقت سوف يجيب عن ذلك".
وتناولت الشبكة أيضا في تقريرها كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي، حيث أفادت "إن بي سي" أنه عند سؤال "رايس" في حوار على شبكة "سي إن إن" في سبتمبر 2002 ما إذا كان صدام حسين على مقربة من تطوير سلاح نووي، قالت إن هناك بعض الشكوك، وأضافت "إننا لا نريد للبندقية أن تتحول إلى سحابة عيش الغراب"، في إشارة لآثار أسلحة الدمار الشامل النووية.
وتقوم "رايس" الآن بتدريس الاقتصاد السياسي في جامعة "ستانفورد"، و خلال خطاب ألقته في إحدى جامعات ولاية "فيرمونت"، قاطعها الحضور بصيحات استهجان، وردت قائلة "لا يجب السماح لقوات داعش بالسيطرة على رقعة صغيرة من العراق بحجم ولاية إنديانا الصغيرة "، مضيفة "الديمقراطية شيء عظيم ولكنها في بعض الأحيان مزعجة".
أما الشخصية السادسة في تقرير شبكة "إن بي سي" عن الشخصيات التي أثرت في حروب العراق السابقة، كانت الدكتور المصري محمد البرادعي، وأفادت الشبكة أن "البرادعي" الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عشية الغزو الأمريكي للعراق، قال "لا يوجد أي دليل أو مؤشر معقول على أن العراق لديه برنامج للأسلحة النووية".
وجاء في ختام التقرير الرئيس العراقي السابق صدام حسين، حيث قالت شبكة "إن بي سي" إن "صدام" الرجل البعثي القوي الذي حكم العراق لمدة 24 عاما والذي شن حرب الخليج الأولى، تم اعتقاله من قِبل القوات الأمريكية في عام 2003 وبعدها بثلاث سنوات تم إدانته بقتل 148 شيعيا عام 1980، من قِبل محكمة عراقية، وتم إعدامه قبل فجر يوم 30 ديسمبر 2006.
وبعد "صدام" جاء ولديه عدي وقصي، حيث قتلت القوات الأمريكية عدي وقصي حسين ابني "صدام" في تبادل لإطلاق النار لمدة ثلاث ساعات في "الموصل" في يوليو 2003، وكان الجميع يعتقد أنهم يمتلكون ثروات طائلة من خلال تهريب النفط وإنهم الخلفاء المحتملين لأبيهم.