مأساة متكررة عاشتها زينب محمد حسن البالغة من العمر 43 عاماً، مع كل طفل تنجبه يلقي ربه خلال عامه الأول، أنجبت 11 طفلاً جميعهم ولدوا بمشاكل صحية إما في المخ أو القلب وهو ما جعلهم يموتون سريعاً.
تعاني الأم من مرض السكر الذي أصابها قبل 11 عاماً، تحكي عن معاناتها لـ"الوطن": "ربنا مش كاتب لي أن ولادي يعيشوا واللي عاش عنده مشاكل في المخ ولازم يتعالج مدى الحياة".
"يوسف" هو الابن الثاني عشر لـ"زينب"، يبلغ من العمر 11 عاماً، يعاني من إعاقة في يديه وقدميه ومشاكل صحية بالمخ استدعت تدخلاً جراحياً مرتين منذ أن كان صغيراً، يكبر "يوسف" في حضن أمه التي تحرص على تدليله رغم معاناته وتمنحه الدواء في موعده، وتقوم بتحفيظه القرآن وتعليمه داخل مدارس فكرية تساعد في تقويم سلوكه.
ورغم حصول "يوسف" على معاش تكافل وكرامة قدره 440 جنيهاً، بشكل منتظم، لكنه لا يكفي لعلاجه الذي يصل إلى 1200 جنيه شهريا.
لم تفقد الأم صبرها ولم تجزع مما مرت به رغم معاناتها مع مرض السكر ومضاعفاته وفقدانها لجميع أسنانها قبل خمس سنوات، حتي أنها لم تعد قادرة على مضغ الطعام مثلما كانت في الماضي. حاولت مراراً تركيب أسنان بديلة لكن معاناتها مع مرض السكر أضعفت عظامها وأصبح الأمر شاقا عليها على حد قول زوجها عبد الرحمن الليثي 57 عاماً، الذي يعمل سائق "توك توك".
تعيش الأسرة المكلومة داخل حارة سيد درويش بمنطقة المطرية بالقاهرة، داخل منزل شديد الضيق بالكاد يتسع لثلاثة أفراد، من إحدى الشقوق الجانبية لعمارتين بالحارة يبدأ سلم الصعود إلى المنزل الذي يغيب عنه ضوء الشمس ويفتقد لوسائل التهوية الجيدة، لمبة واحدة تضئ الصالة الضيقة وتطل بإشعاعها على الحمام والمطبخ الملاصقان للصالة.
يعمل "عبد الرحمن" بالوردية، برزق محدود يتمكن وزوجته من إطعام ابنهما "يوسف" بأقل القليل على حد قولهما، تحكي "زينب" عن أصعب الفترات التي مرت بها حينما أصيب "يوسف" بفيروس كورونا: "جاله كورونا من فترة والدكاترة ادوا لنا علاج وقالوا لازم نقعد في البيت لابسين كمامة وبقيت طول الوقت لابسة كمامة وخايفة على ابني يروح مني".
تدعو الأم لصغيرها المعاق وتقول: "ربنا ينجيه ليا هو نور عيني ونظرة واحدة ليه بالدنيا".
تعليقات الفيسبوك