سفير جورجيا بالقاهرة لـ"الوطن": التطورات الأخيرة فى أبخازيا مقلقة
الموافقة على برنامج إنشاء فضاء بين روسيا وجورجيا خطوة غير قانونية
سفير جورجيا بالقاهرة ألكسندر نالبندوف فى تصريحات ل"الوطن"
وفقًا للتقارير الأخيرة، تم الإعلان عن إنشاء مساحة اجتماعية واقتصادية مشتركة بين روسيا الاتحادية ومنطقة أبخازيا المحتلة في جورجيا، وفى هذا السياق، قال سفير جورجيا بالقاهرة، ألكسندر نالباندوف: إن التطورات الأخيرة فى أبخازيا مقلقة بالفعل.
وأضاف فى تصريحات لـ "الوطن"، أن من المؤكد أن الموافقة على برنامج إنشاء فضاء اجتماعي - اقتصادي مشترك بين روسيا الاتحادية ومنطقة أبخازيا المحتلة في جورجيا تمثل خطوة أخرى غير قانونية تمامًا وخطيرة للغاية نحو الضم الفعلي الذي يتوخى الاندماج التدريجي لمناطق جورجيا غير القابلة للتجزئة في الجيش الروسي والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتابع السفير: تم تصميم "البرنامج" لمدة ثلاث سنوات - وينبغي أن نفهم ذلك بوضوح - يهدف إلى خلق ظروف مواتية للاندماج الكامل لمنطقة أبخازيا المحتلة في روسيا.
وأكد أن "البرنامج" يغطى جميع جوانب التكامل الاجتماعي والاقتصادي تقريبًا، ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بتبسيط إجراءات "الجنسية المزدوجة"، ومنح البنوك الروسية حق التصرف في العقارات في منطقة أبخازيا التي يتم استثمارها لتأمين ائتمان الرهن العقاري، وإشراك الاستثمارات الروسية في تحديث شبكة الكهرباء والبنية التحتية لنظام الطاقة في منطقة أبخازيا المحتلة.
وأوضح السفير، أنه بصرف النظر عن ذلك، ينص "البرنامج" على تبسيط تسجيل حقوق الإقامة والعمل والمقاولة للمستثمرين الروس وموظفي الشركات الروسية، وهو ما يعني على ما يبدو التحول إلى روسيا بشكل مكثف.
ومن بين التدابير الأخرى التي يتعين اتخاذها في إطار هذا "البرنامج"، ذكر السفير مواءمة ما يسمى بتشريعات منطقة أبخازيا المحتلة مع تشريعات روسيا الاتحادية، وكذلك مع معايير الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، تجنب الازدواج الضريبي وتوحيد إجراءات إدارة الجمارك، والأهم من ذلك، هناك نية لإدخال نظير للقانون الروسي بشأن تنظيم أنشطة المنظمات غير الحكومية التي تؤدي وظائف "العملاء الأجانب".
وقال: من الواضح أنه في حالة تنفيذ جميع مكونات "البرنامج" بالكامل، فإن منطقة أبخازيا المحتلة ستصبح بحكم الأمر الواقع جزءًا لا يتجزأ من الفضاء الاجتماعي والاقتصادي لروسيا.
وأكد السفير، أن هذا "البرنامج" - إلى جانب ما يسمى "معاهدة التحالف والشراكة الاستراتيجية" المبرمة بين روسيا الاتحادية ونظام احتلالها في سوخومي في نوفمبر 2014 أو ما يسمى بـ "الاتفاقات" اللاحقة "المذكرات" أو"البرامج "- غير قانونية ولا يمكن أن يكون لها أي سند قانوني.
من خلال هذه الخطوات الاستفزازية وأدوات الحرب المختلطة، ينتهك الجانب الروسي بشكل صارخ القواعد والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ويقوض سيادة جورجيا وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليًا، ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن في القارة الأوروبية وعلى مستوى العالم.
في حين أن العالم بأسره يخوض الآن معركة مكثفة ضد جائحة COVID-19 في محاولة للتعامل مع تحديات متعددة، فمن الأهمية ألا يغض المجتمع الدولي الطرف عن الخطوات المقلقة التي تنخذها روسيا الاتحادية من خلال الضم الفعلي لـ الأراضي الجورجية المحتلة، وإبراز القوة في منطقة البحر الأسود الأوسع وجنوب القوقاز.
واختتم السفير تصريحاته قائلا: نظرًا لأننا نشهد كل عام ارتفاعًا ملحوظًا في خطوات روسيا الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار باستخدام تكتيكات الحرب التقليدية والمختلطة، فإنني متأكد تمامًا من أن استجابة المجتمع الدولي يجب أن تكون أقوى وحاسمة للدفاع عن المبادئ والتمسك بالقواعد المستندة إلى القواعد، والنظام الدولي.