"تخفيض الراتب" نهج حكام مصر منذ عهد الملك فاروق.. إلا "المعزول"
لم يكن الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو الرئيس المصري الأول الذي يقم بمبادرة بالتنازل عن نصف راتبه من أجل مصر، حيث سبقه العديد من الحكَّام المصريين، بدءًا من الملك فاروق، مرورًا بالرئيس محمد نجيب ومبارك، وصولًا إلى السيسي.
وعندما تولَّى الملك فاروق، عرش مصر في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، كانت مخصصاته السنوية 150 ألف جنيه، واستنكر الملك هذا المبلغ، وأصدر قرارًا ملكيًا بالتنازل عن ثلث مخصصاته، لمنفعة الشعب مكتفيًا بالحصول على 100 ألف جنيه سنويًا يتسلَّمها على 3 دفعات بمعدل 33 ألفًا و333 جنيهًا و33 قرشًا كل 4 أشهر.
من ناحية أخرى جاء الزعيم الراحل محمد نجيب، ليوافق هو أيضًا على تخفيض راتبه الشهري، حيث طالبه مجلس قيادة الثورة بالتنازل عن نصف راتبه لميزانية الدولة، فوافق مكتفيًا براتب شهري 250 جنيهًا فقط.
وأعلنت صفحة "أنا آسف يا ريس"، أكبر الصفحات المؤيدة للرئيس الأسبق حسني مبارك، على "فيس بوك"، أن مبارك تنازل عن 50 ألف جنيه قيمة راتبه الشخصي من الأوسمة والنياشين للجيش المصري وذلك قيمة نجمتيّ سيناء الحاصل عليهما من الرئيس الراحل أنور السادات لدوره في حرب أكتوبر، كما تنازل للدولة بعد تنحيه عن أكثر من 28 سيارة مصنوعة خصيصًا له ومهداة من ملوك ورؤساء بعض دول العالم، وأيضًا تبرع بقيمة جائزة نهرو البالغ قيمتها 100 ألف دولار إلى المعهد القومي للأورام والتي أهدتها له رئيسة الهند بارتيبا باتيل، في نيودلهي عام 2008، حسب قول المسؤول عن الصفحة.
وفي عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، تردَّدت أنباء بأن مرسي يعلن عن التنازل عن راتبه، وسرعان ما نفى الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في ذلك الوقت، ما تردد عن تنازل مرسي عن راتبه لصالح الدولة.
وبالأمس، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته أثناء تخريج دفعة 108 للكلية الحربية، عن تنازله عن نصف راتبه ونصف ممتلكاته من أجل مصر، لتخفيف عبء الميزانية وتسديد العجز في الموازنة، قائلًا: "إن وجود مزيد من العجز في الموازنة يعني (سلف) والدين الداخلي والخارجي المصري سيصل إلى 2 تريليون و100 مليار، بخلاف فوائد هذا الدين"، وأضاف: "أنا مش هقدر أوافق على كده"، وأوضح أنه قال قبل ذلك إن الشعب لم يجد من يحنو عليه، وإن ما سيتخذه من إجراءات بخصوص الموازنة تعد خدمة للأجيال المقبلة"، وأضاف: "لازم يكون فيه تضحيات حقيقية من كل مصري ومصرية"، وتابع: "أنا باخد مرتب الحد الأقصى ومحدش هياخد أكتر من الحد الأقصى 42 ألف جنيه"، معلنًا تنازله عن نص راتبه وممتلكاته أيضًا.