بعد نشر قصتها بساعات.. «ملك» ماتت يا حكومة
«ملك» لن تصبح طبيبة لتداوى أوجاع الناس، كما كان يحلم والدها؛ فالرضيعة ماتت، اليوم، بـ3 ثقوب فى القلب، أدركتها رحمة الله وهى تنتظر قرار علاجها على نفقة التأمين الصحى، داخل المستشفى الجامعى بالإسكندرية، بعد عجز أسرتها عن تدبير نفقات علاجها.
محمد صلاح، والد الطفلة، التى نشرت «الوطن» قصتها اليوم، يقول: «كان نفسى بنتى تعيش وتضحك.. كان نفسى الدولة تساعدنى، وتعالجها على حسابها، بس الحمد لله على كل حال».
الرجل الذى انهار باكياً تابع قائلاً: «ربنا اختارها ورحمها من شدة الآلام والأجهزة اللى كانت عايشة عليها، والأمراض اللى كانت بتحاصرها، وهى كانت حاسة بوجعى وألمى أنا وأمها عليها، وعدم قدرتنا على توفير المال لاستكمال علاجها». وأضاف: «مش ذنبى إنى عامل، ومش قادر أدفع فلوس علاج بالآلاف، أنا عملت اللى قدرت عليه، والحمد لله.. إدارة المستشفى، سلمتنى جثمانها، ولم تطلب باقى مستحقاتها، نظراً لظروفى المادية الصعبة». ووجه «محمد» رسالة إلى الحكومة قائلاً: «بصوا شوية على أهالى الأطفال، اللى واقفين مستنيين دورهم فى التأمين الصحى وعلاجهم من شهور، وكلهم مصابين بأمراض قلب خطيرة منهم اللى بيموت فى المستشفى ومنهم اللى بيموت قبل ما يدخل، ارحمونا وحسوا بوجعنا على عيالنا».
الطفلة «ملك» كانت تعانى من إصابتها بـ3 ثقوب بالقلب أكبرها مساحته 16 مللى، ولم يستطع والدها انتظار دورها بالتأمين الصحى بعد 3 شهور، وأجرى لها عملية تحزيم شريان بسبب تضخمه على حسابه الخاص، بمساعدة أهل الخير، وظلت لعدة أسابيع داخل العناية المركزة بالمستشفى، وحاول تحويل أوراقها للتأمين الصحى ولكن المستشفى رفضت.