والدة الشهيد محمد جمال: «ابنى شهيد فى الجنة.. ومش عاوزة غير القصاص»
تحولت فرحة شهر رمضان إلى حسرة وألم يملأن نفوس أهالى «عزبة الحمايدة»، التابعة لقرية الديدامون بالشرقية، بعد أن ودعوا ابناً من أبنائهم، استشهد فى مجزرة رفح الثالثة، هو و3 آخرون، على أيدى مسلحين إرهابيين استهدفوا سيارة مدنية كانوا يستقلونها فى طريق عودتهم للعمل بقطاع الأمن المركزى، عقب انتهاء إجازتهم، بعد أن أجبروهم على النزول منها، وأطلقوا عليهم الأعيرة النارية، مما أدى لوفاتهم.[SecondImage]
جلست والدة الشهيد داخل منزل متواضع من الطوب اللبن، تلتف حولها سيدات القرية وهن يلتحفن بالسواد، وصوت نحيبهن وبكائهن لا يقطعه سوى صوت القرآن الكريم الذى يجلجل فى المكان. السيدة الأربعينية، فايقة السيد على، بدت أكثر تماسكاً وإيماناً بالله وقضائه باستشهاد ابنها، قائلة: «أنا مش عاوزه غير القصاص»، وصرخت بصوت عالٍ: «ابنى شهيد فى الجنة».
وقالت «الأم المكلومة» لـ«الوطن»: إيه ذنب ابنى يموت غدر على يد ناس لا تعرف رحمة ولا شفقه ولا دين؟ والدين برىء منهم ومن أفعالهم وقتلهم لشباب ليس لهم ذنب سوى الدفاع عن مصر وأهلها. وتذكرت الأم لحظات الوداع لابنها الأكبر وهى تنخرط فى بكاء هستيرى مرددة «ذنبهم إيه يا كفرة؟»، ثم قالت: «ابنى كان فى إجازة وقعد معانا 10 أيام وسافر امبارح الصبح الساعة 11 وكان طالع يجرى خايف ليتأخر بس كان حزين، وكان قلبى مقبوض عليه، لأن الإرهابيين قتلوا زمايله فى شهر رمضان اللى فات».
أما والد الشهيد فجلس طريح الأرض لا يقدر على الحركة أو الحديث مكتفياً بترديد عبارات «يا رب صبّرنى، الله يرحمك يا حبيبى».
وداخل غرفة الشهيد التى يوجد بها سرير خشبى قديم، بجواره «عدد من الأطباق والأوانى، ووابور غاز يُستخدم فى الطهى»، جلس شقيق الشهيد الأصغر، وائل، 14 عاماً، منخرطاً فى حالة من البكاء، وهو يطالب بالقصاص لشقيقه، قائلاً: عاوز حق اخويا.. وربنا يرحمه، كان أبويا التانى. التقط عصام السيد، زوج شقيقة الشهيد، طرف الحديث قائلاً: الشهيد محمد جمال كانت فترة تجنيده بقطاع الأمن المركزى برفح 3 سنوات قضى منها عاماً و8 أشهر، وهو الابن الأكبر لوالديه والمسئول عن رعاية شقيقيه: وائل، 14 عاماً، وإسماعيل، 17 عاماً، بالإضافة إلى والده ووالدته، لافتاً إلى أن والده عامل باليومية، ومصاب بمرض بقدميه يجعله غير قادر على العمل بشكل متواصل.
وقال السيد إنهم علموا بنبأ استشهاد محمد من أحد زملائه، ونظراً لظروف الأسرة المادية الصعبة، وظروف والد الشهيد الصحية، لم يستطيعوا الذهاب لرفح لاصطحاب الجثمان، وتشييعه لمثواه الأخير بمقابر القرية، حتى يصل مع زملائه، مطالباً بإعدام الإرهابيين فى ميادين عامة.