أودع والدته أفضل مستشفى لعلاجها من "الجفاف".. فودعت الحياة بسبب "البكتيريا" و"الإهمال"
مرضها بالزهايمر طوال 15 عامًا جعلها لا تطلب المياه رغم عطشها، فهي تعاني من الجفاف في جو "أغسطس" الحار، وفي رمضان 2013، أصر ابنائها على إيداعها أحسن مستشفى تحتوي على أكفء أطباء في القاهرة، ما أدخلها في نفق مظلم، فأصيبت ببكتريا نتيجة الإهمال وظلت محتجزة بقسم الرعاية المركزة 67 يومًا، ثم توفت وكتب في التقرير أن السبب "هبوط حاد في الدورة الدموية"، ورفضوا تسليم جثة المتوفية، شجرة الدر حسن، 81 عامًا، أو إعطاء تصريح بالدفن، إلا بعد سداد فاتورة المستشفى التي تعدت الـ100 ألف جنيه، ما دفع نجلها إلى توقيع إقرار بتسديد المبلغ.
المهندس لطفي حسن الجاكي، نجل الضحية، أكد أن حالتها الصحية كانت جيدة، "والدتي كانت شديدة وفي كامل صحتها، وعندما دخلت إلى المستشفى لم تكن حالتها تستدعي سوى تعليق محاليل، بس المستشفى معملتش كده علشان عداد الفلوس يعد"، ومع محاولة التواصل مع القائمين على المستشفى لم يجد منهم سوى "مش هاقدر أساعدك"، الأمر الذي دفعه إلى إرسال جوابات تسلم باليد للمشير عبدالفتاح السيسي، في وزارة الدفاع، ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وبلاغ للنائب العام، "كل أملي هو الرعاية الكاملة بالمرضى وإعاده هيكلة منظومة الصحة".
"كانت بحالتها الصحية وزوجتي طبيبة فلم نقصر معها، وكنا نثق في قصر العيني الفرنساوي ولكن صدمت في إدارته ومستوى الخبرة المتدني"، بهذه الكلمات يصف نجل المتوفية مدى إحساسه بالإهمال، فعمله في مجال الهندسة جعلة دقيقًا في كل شيء، ودقته جعلته يقف على كل كبيرة وصغيرة، فلفت انتباهه تقصير الدكاترة في أداء واجبهم، فمثلًا وجد الممرضات تكتب الوصفات العلاجية بها أخطاء، ويقول لطفي، "بقالي 11 شهرًا طالب تقرير طبي من المستشفى ولم يصدر حتى الآن"، مضيفا "متعمدين أخفاء الحقيقة وهو موتها نتيجة الإهمال الطبي".
حاول نجل المتوفية، أن يجد من يحاسب المقصرين مهنيًا وإداريًا، فتوجه إلى وزير الصحة، فقيل له "عدي علينا بكرة"، كان يريد من وزير الصحة تشكيل لجنة لمحاسبة القائمين على المستشفى المتورطين في الأمر، والذي يعرفهم بالاسم، ويقول "قدمت بلاغًا للنائب العام يحمل رقم 2014/12162 عرائض، وأرسلت 3 خطابات للمشير عبدالفتاح السيسي تسلم باليد، وآخر لرئيس الوزراء إبراهيم محلب ولم أجد رد".
"توفت والدتي نتيجة عمل بذل بلوري في الرئة وهي ليست بحاجة له، فتسبب لها في نزيف وفي دقائق نقلوا لها 10 أكياس بلازما و8 أكياس دم"، حسب قول "لطفي"، وفزع من كمية الدم والبلازمة المطلوبة، فبعد أن كانت والدته تعاني الجفاف وتحتاج فقط لتعليق بعض المحاليل "دخلت فىي دوامة"، حسب وصفه، الأمر الذي أودى بحياتها في دقائق، فصدر التقرير المعتاد وهو "هبوط حاد في الدورة الدموية"، واتهم نجل الضحية إدارة المستشفى بتعمد الإلتاف وإخفاء الحقيقة.
"النظافة شعبة من شعب الإيمان، ورأيت بعيني الإهمال في كل مكان، والصراصير في دورات المياه والبكتيريا منتشرة في غرف العمليات، وهو ما دفعني لمحاولة أخذ حق والدتي"، حسب قوله، معتبرًا أن قاتل والدته هو "الإهمال"، فلم يكن يتصور أن الإهمال سيطول أعرق المستشفيات وأحسن الدكاترة على مستوي الجمهورية.