مياه ووقود وكهرباء.. مثلث أزمات يحاصر المصريين
واصلت شركات الكهرباء فى مختلف المحافظات اتباع سياسة تخفيف الأحمال، ولجأت إلى قطع التيار عن المناطق الذى يزيد استهلاكها على الحد الأقصى لحماية الشبكة القومية من الانهيار، وسادت حالة من الغضب بين الأهالى بسبب غياب التيار بالتزامن مع الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة.
ففى الإسكندرية، اشتكى الأهالى من استمرار انقطاع التيار الكهربائى لعدة ساعات قبيل وبعد الإفطار بشهر رمضان، بعد أن زاد عدد ساعات الانقطاع، وعدم قدرتهم على إنهاء أعمالهم اليومية قبيل الإفطار وبعده، مطالبين بتقليل مدة الانقطاع فى هذا الشهر، خاصة فى ظل استمرار الموجة الحارة. وقال المهندس محمد بكر، رئيس شركة الكهرباء بالمحافظة، إن انقطاع الكهرباء بسبب زيادة الطاقة الاستهلاكية عن الطاقة الإنتاجية، مع عدم توافر الوقود، لافتاً إلى أن الطاقة الاستهلاكية فى هذا الشهر تزيد أكثر بسبب الاستخدام الدائم للكهرباء، وأضاف أن مدة الانقطاع قبيل الإفطار هى ساعة، وبعد الإفطار ساعة، وتوزيعها على أكبر عدد من مناطق المدينة، مشيراً إلى أن الشركة تحاول عدم قطع التيار قبيل الإفطار، ولكن ذلك يتوقف على الوقود المتاح والطاقة الاستهلاكية، وطالب بضرورة ترشيد المواطنين لاستهلاك الكهرباء، خاصة قبيل الإفطار، والتقليل من تشغيل الأجهزة الكهربائية، قائلاً: «ترشيد الاستهلاك هو الحل الوحيد لمواجهة انقطاع الكهرباء».[FirstQuote]
وفى سوهاج شهدت جميع المدن والقرى فصلاً تاماً للتيار الكهربائى وصل فى بعض الأحيان إلى 12 ساعة دون أن يتمكن المسئولون فى المحافظة من تقديم إجابات واضحة للأهالى عن سبب القطع المتكرر مع حلول الشهر المعظم، على الرغم من إرسال الأهالى آلاف الاستغاثات للواء محمود عتيق، محافظ الإقليم، للتدخل ورفع المعاناة عن المواطنين لكن دون جدوى، وتسبب فصل التيار الكهربائى فى توقف محطات مياه الشرب عن العمل واضطرت الشركة إلى تشغيل المحطات بمولدات الديزل التى لا تكفى احتياجات 10% من الأهالى واستعانت شركة مياه الشرب بإرسال سيارات تحمل المياه النقية إلى عدة مناطق لإنقاذ الأهالى من العطش لكن لم تتمكن من مواجهة الطلب المتزايد على المياه، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وتسبب قطع الكهرباء فى تلف الأطعمة المنزلية داخل الثلاجات فى المنازل مما ضاعف من معاناة الأسر التى اشترت كميات من الطعام وخزنتها قبل شهر رمضان.
ومع كثرة الشكاوى من انقطاع المياه والكهرباء اضطر محافظ الإقليم لعقد اجتماع داخل القاعة المكيفة الملحقة بمكتبه لبحث سبب انقطاع المياه دون النظر إلى مشاكل الكهرباء وانتهى الاجتماع إلى أن سبب قطع المياه هو سوء استخدام المواطنين لمياه الشرب وسطوهم على خطوط المياه وتركيب وصلات لمنازلهم ورشهم المياه فى الشوارع، وتساءل الأهالى: كيف نقوم برش المياه فى الشوارع وهى لا تصل إلينا من الأصل؟
وفى الفيوم، انقطع التيار الكهربائى بمعظم القرى والمدن وسط غضب من الأهالى فى العديد من الأحياء بسبب تفاقم الأزمة، وشهدت بعض الشوارع الرئيسية بوسط مدينة الفيوم ظلاماً دامساً، وطالب عدد من النشطاء بالمحافظة المسئولين بشن حملات ضد سرقة التيار الكهربائى فى الكثير من المناطق، وقال أيمن البكرى، منسق حركة «تحرر» بمحافظة الفيوم، إن هناك أبراجاً سكنية كثيرة فى الفيوم تسرق التيار الكهربائى من أعمدة الإنارة مباشرة، وعندما تمت إزالة بعض هذه المخالفات مسبقاً، كان المخالفون يعيدون توصيلها مرة أخرى فور رحيل قوات الشرطة. وفى أسوان، سادت حالة من الاحتقان الشديد بين المواطنين الذين لم يتحملوا استمرار قطع التيار الكهربائى لساعات طويلة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة نهاراً أو الظلام ليلاً، حيث قطع العشرات من أهالى قرية الشطب، التابعة لمركز دراو، شمال محافظة أسوان، الطريق السريع والسكة الحديد لنحو نصف الساعة، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات، وذلك فى الساعات الأولى من صباح الأمس، اعتراضاً منهم على تكرار انقطاع التيار الكهربائى المتكرر، الذى يصل لأكثر من ساعتين يومياً، وتلقى اللواء حسن السوهاجى، مدير الأمن، إخطاراً من مأمور مركز دراو، يفيد بقطع أهالى قرية الشطب الطريق الزراعى والسكة الحديد أمام القرية، اعتراضاً منهم على تكرار انقطاع التيار الكهربائى عن القرية، مما أدى لتكدس عدد من السيارات فى الجانبين، وأمر «السوهاجى» بانتقال قوات الأمن المركزى ورجال المباحث للتفاوض مع الأهالى وفتح الطريق، وأطلق رجال الأمن المركزى قنابل الغاز المسيل للدموع، وتمكنت من فتح الطريق بعد مناوشات مع الأهالى، وعقب ذلك تفاوضت القيادات الأمنية مع الأهالى وأكدوا أنهم سيقومون برفع شكواهم للمسئولين عن الكهرباء فى المحافظة.