تقرير الطب الشرعي يثبت مقتل مدرس الإسكندرية على يد "طالب" إثر مشاجرة بينهما
صدر تقرير الطب الشرعي، الخاص بواقعة مقتل مدرس دراسات اجتماعية بالإسكندرية، على أيدي أحد طلابه، أثناء مشاجرة دارت بينهما بسبب تعنيفه للطالب داخل الفصل بمدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية بنين بإدارة وسط التعليمية، في شهر مارس الماضي، مؤكدًا مسؤولية الطالب عن القتل، وعدم إمكانية إخلاء طرفه وأنه تسبب في الوفاة.
وكانت المدرسة شهدت واقعة توبيخ المدرس "سامي عبدالمنعم عبدالعزيز"، 46 عاما، للطالب "أ. س"، بسبب سلوكه، الأمر الذي رد عليه الطالب بالاعتداء على المدرس بالضرب، وإلقائه على الأرض، وأدى إلى إصابته بأزمة قلبية حادة، وسادت حالة من الهياج داخل المدرسة، وضبطت قوات الأمن الطالب وحولته للنيابة العامة بعد اتهام المدرسين له بالتسبب في مقتل زميلهم.
وقال تقرير الطب الشرعي، الذي طلبته النيابة العامة، إن الفحص أثبت أن المعلم لقي حتفه بسبب مباشر لاعتداء الطالب عليه، وأنه لا يجوز إرجاع سبب الوفاة إلى إصابته بأزمة قلبية شديدة ومفاجأة.
يأتي هذا بينما كان سير التحقيقات يتجه إلى تسبب المشادة الكلامية الحادة بين مدرس الدارسات الاجتماعية وطالب الصف الثالث الإعدادي، في سقوط الأول مغشيًا عليه في الأرض، إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة، الأمر الذي دعا المدرسون، لاحتجاز الطالب حتى وصلت قوات الأمن، وسيارة الإسعاف لنقل جثمان المدرس إلى المشرحة للتأكد من سبب الوفاة.
وأكد علاء عبدالمنعم، شقيق المدرس، دقة تفاصيل تقرير الطب الشرعي، مشككًا في المعلومات التي اعتمدت عليها جهات التحقيق في المباحث والنيابة العامة، والتي ذهبت إلى أن المتوفى كان يعاني أمراضًا بالقلب مات على إثرها داخل أحد الفصول.
وقال علاء عبد المنعم لـ"الوطن"، إن شقيقه لم يكن داخل الفصل أثناء الواقعة، ولم يكن يعنف الطالب المتسبب في وفاته، متهمًا أحد مسؤولي التعليم بالإسكندرية بتوجيه سير التحقيقات وشهادة الشهود في منحى مغاير للحقيقة، خوفًا من اتهامه بالتقصير والفشل في إدارة المنظومة التعليمية في نطاق اختصاصه- على حد قوله.
وطالب "عبدالمنعم"، بالعدول عن سير التحقيقات التي كانت ترجع الوفاة إلي أزمة قلبية عقب تعنيف شقيقه للطالب، على عكس الحقيقة التي أثبتها كل شهود العيان ثم تقرير الطب الشرعي، الذين أكدوا اشتباك الطالب معه واعتدائه عليه بالضرب بالأيدي والأرجل في الصدر والساقين والبطن، وترديد عبارة "وحياة أمك هانزنقك بره"، على حد قوله.
وحكى أن شقيقه كان جالسًا في غرفة الوكلاء، عندما مر عليه الطالب فدخل للحديث معه بشكل غير لائق، ما أثار حفيظة المتوفى، فطالبه بالخروج من الغرفة، لكن الطالب تعدى عليه بالضرب وسط ذهول المدرسات اللاتي تصادف وجودهن بالغرفة.
وتابع إن المدرسات ظللن يستنجدن بأي من زملاء المعلم لإنقاذه من بين أيدي الطالب الذي يعتدي عليه، وهو يقول له "يابني أنا أستاذك عيب كده، أنا عيان بالسكر وفيرس سي حرام عليك"، دون جدوى، مضيفًا: "وما أن غادر الطالب الغرفة حتى سقط شقيقي مغشيًا عليه، وتبين أنه توفى في الحال".
وتابع، إن سيارة الإسعاف تأخرت لمدة ساعة و10 دقائق، و بمجرد وصولها وجدت أخي فارق الحياة.
وانتقد شقيق المعلم القتيل، ما وصفه بعدم تنفيذ وزير التربية والتعليم لوعوده، مضيفًا: "قالي إنه فصل الطالب المتهم وبعدين لقيته بيأدي الامتحانات عادي، وقالي إنه هايسمي المدرسة على اسم أخي ومحصلش لغاية دلوقتي، وقالي إنه هايصرف لأهله معاشا استثنائيا وبرضو محصلش".