نحو "قارة آمنة".. إفريقيا تبحث "إسكات البنادق"
جماعة بوكو حرام الإرهابية
جاءت أعمال الدورة الـ14 الاستثنائية للقمة الإفريقية، التي عقدت في جوهانسبرغ لمناقشة مبادرة "إسكات البنادق"، لتؤكد السعي نحو بناء "قارة آمنة" في 2063، ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى نبذ العنف والصراعات في إفريقيا. هذا الاجتماع الذي عقد عبر تقنية الفيديو، ناقش بلورة رؤية واضحة حول آليات تسريع تطبيق المبادرة، التي تم إقرار تمديدها لمدة 10 سنوات مقبلة.
وتواجه مبادرة "إسكات البنادق في إفريقيا" عقبة كبرى على طريق التنفيذ، تتمثل في تمدد الجماعات الإرهابية المتطرفة، بالتوازي مع انتشار الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل مكثف بين العصابات الإجرامية، مما يجعل المواجهة مركبة ومقعدة، وتحتاج إلى إعادة نظر في آليات التطبيق.
وفي خطوة لتطبيق "إسكات البنادق"، تحركت 7 دول إفريقية بشكل نوعي عبر استدعاء مبادرة "شهر العفو الإفريقي"، لحث المواطنين على الامتثال لخطوات نزع السلاح.
هذه المبادرة أقرها الاتحاد الإفريقي عام 2017، وتطبق في شهر سبتمبر من كل عام، وتسعى إلى حماية القارة من ويلات الأسلحة الخفيفة غير المشروعة، حيث تشجيع الأشخاص والسماح لهم بتسليم أسلحتهم مقابل عدم الكشف عن هويتهم والحصانة من الملاحقة القانونية فيما بعد.
المحلل السياسي الإثيوبي محمد فانتا، أشار إلى أن تحرك دول بوركينا فاسو، وإفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والكاميرون، وكوت ديفوار، وإثيوبيا، وكينيا، نحو تفعيل "شهر العفو الإفريقي"، يمثل ركنا مهما في تطبيق "إسكات البنادق".
وأشار فانتا لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن ما يدعم تحرك هذه الدول هو تحركها تحت مظلة مفوضية الاتحاد الإفريقي، ومكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، والمركز الإقليمي المعني بالأسلحة الصغيرة في منطقة البحيرات الكبرى والقرن الإفريقي.
وتحظى مبادرة "شهر العفو الإفريقي" بدعم مالي من ألمانيا واليابان، ضمن الجهود الرامية لإخلاء هذه المنطقة من الأسلحة غير المشروعة، والتي كانت سببا في قتل الملايين من الأبرياء.
وحظيت مبادرة "إسكات البنادق في إفريقيا"، التي تم إقرارها خلال القمة الإفريقية عام 2013، بتأييد وزخم دولي.
فقد اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2457 في فبراير 2020، المتعلق بتلك المبادرة بهدف تخليص إفريقيا من النزاعات، وتهيئة الظروف المواتية للنمو والتنمية في القارة السمراء.
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على ضرورة التنسيق مع القيادة الإفريقية لتحقيق السلم والأمن في القارة، كما أثنى على الاتحاد الإفريقي لإطلاقه مبادرة "إسكات البنادق"، وذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية الـ33، بحسب سكاي نيوز.