تحالفات سياسية بدون أحزاب.. مصير ينبئ بالفشل
شهاب وجيه
يتسم نجاح العملية الديمقراطية بارتفاع مستوى وأداء الأحزاب السياسية، التي هي أساس الحياة السياسية والقوة الشعبية في الشارع، لذلك تعتبر حالة الأحزاب من حيث القوة أو الضعف، مؤشرًا على حالة النظام السياسي ودرجة تطوره في أي دولة، فهي تلعب دورًا مهمًا في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية، وإرساء دعائم الحرية، وحلقة الوصل بين الحكام والمحكومين، وارتباطها بالجماهير يمكّنها من تعميق مفهوم المشاركة السياسية للمواطنين.
وشهدت فترة ما بعد ثورة 25 يناير نشاطًا مكثفًا للأحزاب السياسية في مصر، وكان لها تواجد قوي ومؤثر وقامت بتكوين تحالفات وتكتلات لعبت دورًا في سقوط حكم الإخوان المسلمين، حيث ظهر 84 حزبًا، وعلى الرغم من ذلك ما زالوا يعانون من حالة تخبط وارتباك، نتيجة افتقار هذه الأحزاب إلى الوجود في الشارع.
واتجهت في الفترة الحالية بعض الأحزاب إلى تكوين تحالفات لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة لأهميتها الشديدة في تكوين ظهير سياسي للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، وحصد عدد أكبر من المقاعد إلا أن عدد منها عزف عن تلك المشاركة، على رأسها حزب المصريين الأحرار، وأحزاب الاستقلال البالغ عددهم 30 حزبًا من بينهم حزب السلام الديمقراطي، والتجمع، والثورة المصرية، والناصري، وصوت مصر، ومصر القومي، والاتحادي الديمقراطي.
"سنخوض الانتخابات البرلمانية منفردين، ونرحب بانضمام أي من الشخصيات الوطنية، لإيماننا بأفكارنا الخاصة وقدرتها على حل مشاكل المواطن المصري، وعرضها على رئيس البرلمان والمشير" بهذه الكلمات أوضح شهاب وجيه، المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار، سبب رفض الحزب الانضمام لأية تحالفات سياسية.
وأضاف وجيه، في تصريحات لـ"الوطن"، أن التحالفات الحالية هشة وذات أفكار متنافرة، ولن تتمكن من الاستمرار داخل البرلمان، مشددًا على أن الهدف من الانتخابات هو تحقيق المصالح الوطنية داخل مجلسي الشعب والشوري الذين يعبران عن المواطن البسيط.
وعلق الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بقوله أنه لا يشترط ضمان نجاح الحزب بانضمامه للتحالفات، حيث أنه لا توجد في مصر أحزاب حقيقية بالمعنى المتعارف عليه، وأكبر دليل على ذلك هو خلو الحملات الرئاسية من الشخصيات الحزبية، بالإضافة لفكرة التحالفات الحالية التي تهدف إلى حصد المقاعد البرلمانية وهو ما يجعلها تحالفات هشة ومن الموارد تفكيكها.
وأوضح أن البرلمان القادم لن يمثل الشارع المصري لأنه سيضم رجال أعمال وبعض الشخصيات الدينية، مشيرًا إلى أن حزب المصريين الأحرار يعتمد على الدعم المالي من مرشحيه الذي سيخوضون الانتخابات.
وقال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الأحزاب السياسية تعتمد في أساسها على الدعم المالي أو التنظيم السياسي أو الروابط العائلية والعصبية، وهو ما تفتقده الأحزاب المصرية، ويتيح مجال أكبر لنجاح المرشحين المستقلين.
وأشار إلى أن التحالفات الحالية ضعيفة، ولكن قد يتمكن بعضها من النجاح إذا توافر لديه الأموال، مؤكدًا أن فوز الحزب في الانتخابات غير مشترطًا انضمامه للتحالفات والتكتلات السياسية.