السودان.. "جوكر" يدعم السيسي في مفاوضات سد النهضة
مصر والسودان وطن واحد، وتاريخ مشترك يمتد لالآف السنين، تختلف الحكومات في البلدين والمصالح السياسية، وتبقى روابط الدم والعرق مسيطرة على العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين.
السودان تلعب دورًا محوريًا في ملف مياه النيل، فنهر النيل الذي يبلغ طوله 6650 كم، ويمر بـ 10 دول إفريقية، يجتمع رافديه الرئيسين النيل الأبيض والأزرق في الخرطوم، ما يجعل السودان كارت "جوكر" الذي يسعى الجانبين الإثيوبي والمصري كسبه لصفه في جلسة المفاوضات المقبلة.
شهد الموقف السوداني تحولاً ملموسًا في الأسابيع الأخيرة تجاه ملف "سد النهضة"، عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسودان، فقد أظهرت الخرطوم نية واضحة للتنسيق مع الجانب المصري بملف النيل وأيدت الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، وطرحت مبادرة للوساطة بين القاهرة وإديس أبابا.[FirstQuote]
وفي سياق متصل يرى الخبير الاستراتيجي هاني رسلان في تصريحات لـ"الوطن" أن السودان طرف أصيل في ملف سد النهضة، وتغير رؤية السودان للملف بدأت عندما أعرب وزير الخارجية علي كرتي عن نية السودان تشكيل لجنة مشتركة لدراسة الموقف من السد، وهذا يعد تراجعًا عن الموقف المؤيد بشكل كبير لإثيوبيا منذ بداية الأزمة.
وأشار "رسلان" إلى أن التحرك المصري في ملف سد النهضة لا يرتكز بشكل رئيسي على الموقف السوداني بل يتخطاه للتنسيق مع قوى كبرى في المنطقة لها تأثير كبير على الجانب الإثيوبي، فالسودان لا تملك كثيرا من كروت الضغط على إثيوبيا ولكنها موقفها المساند لمصر سيعضد موقف مصر خاصة أن مصر والسودان دولتي المصب ووفقًا لاتقافية 1959 يحق لهما الاعتراض على إنشاء أي مشاريع على مجرى النيل تؤثر على حصتهما السنوية التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليار متر مكعب للسودان.
وعلى صعيد آخر أوضحت الخبيرة الإستراتيجية آمال الطويل في تصريحات لـ"الوطن" أن زيارة الرئيس السيسي التي التقى خلالها رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس السوداني أتت بثمارها وانعكست بشكل إيجابي على الموقف السوداني من سد النهضة، وهذا التغيير متوقع في ظل العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، ووحدة موقف دولتي المصب تأتي بثمارها في المفاوضات المتوقعة قريبًا مع الجانب الإثيوبي، في ظل الرؤية التي طرحتها الحكومة المصرية التي أبدت من خلالها احترامها لتطلعات الشعبي الإثيوبي في تحقيق نهضة تنموية.
بينما أكد علي محمود حسنيين، رئيس الجبهة الوطنية العريضة لإسقاط النظام في السودان لـ"الوطن" أن النظام الحاكم في الخرطوم ينظر إلى مسألة سد النهضة من زواية تتعلق بالدولة التي ستدعم بقائه في السلطة بغض النظر عن المصالح الإستراتيجية للسودان، وتقارب الموقف السوداني من الموقف المصري -الآن- يهدف إلى إثناء حكومة "السيسي" عن دعم المعارضة في الداخل السوداني خاصة في ظل وجود حكومة إخوانية في السودان تدعم نظام الإخوان في مصر، وكانت تعتبر ما حدث في مصر "انقلابًا عسكريًا" إلى وقت قريب.