عبده عامل ديلفري.. الفلوس جريت في إيده وكورونا «عمل معاه واجب»
عبده عامل ديلفري
دراجة نارية تجوب شوارع القاهرة، عجلاتها تلف تقطع الطريق بأقصى سرعة لتوصيل ما تحمله من طلبات لأصحابها، تتفاجأ بكمين مروري، وفور أن يرى الضابط الصندوق المثبت في نهاية الموتوسيكل، يعرف أن السائق عامل توصيل طلبات، فيسمح له بالمرور، تلك القصة التي تتكرر مع «الديلفري» يوميًا أكثر من مرة بسبب حظر التجول الذي فرضته الدولة لحماية المواطنين من فيروس كورونا.
على مدار أسابيع، ربح عامل التوصيل عبدالرحمن طارق، مكاسب وصفها بالخيالية، فإغلاق المطاعم بقرار من رئاسة الوزراء، جاء في مصلحته، الجميع أصبح يطلب ما يحتاجه «ديلفري» فقط، دون المجيء للمطعم أو الأكل بداخله، وهو ما زاد من عدد الطلبات التي يرتفع معها طرديًا مكسب عامل التوصيل.
طوال فترة حظر التجول وإغلاق المطاعم السابقة، عمل «عبده» بشكل يومي دون إجازات، ما يربحه في اليوم جعله صعّب عليه فكرة أن يرتاح ويتركه يذهب هباءً، كما أن شعوره بالواجب تجاه مرضى كورونا وحتى الأشخاص العاديين في أن يوصل إليه الطعام حتم عليه الاستمرار في العمل.
في العادة يأخد الشاب العشريني طلبا أو اثنين لتوصيلهم، أما منذ بداية انتشار الوباء، وتحديدا فترة ذروته، كانت الطلبات تتجمع ويخرج لتوصيل أكثر من 10 في المرة الواحدة، «لو بكسب 100 في اليوم بقيت بكسب 300 بسبب كورونا اللي رغم وحاشته بس عمل معايا واجب، الناس مبتبطلش أكل حتى العيانين ودورنا نوصل لهم لحد عندهم».
رغم سريان المال في يد «عبده» إلا أن مخاوف العدوى بالفيروس بدأت تراوده، ظل يتساءل ماذا سيكون موقف أهله حال أصيب بالوباء، المخاوف من أن ينقل إليهم العدوى زادت، ولم يجد حلا سوى الالتزام بالإجراءات الاحترازية على أكمل وجه: «كمامتي على وشي وزجاجة الكحول في إيدي ما بسبهاش».
على باب صاحب الطلب يترك عامل الديلفري الطعام ويطرق الباب ثم يبتعد، يفتح صاحب الشقة الباب ويأخذ الطلب ويضع مكانه ثمن الأكل المطلوب، ثم يغلق الباب فيتقدم «عبده» لتحصيل الثمن، تلك كانت خطته التي يتفق عليها مع صاحب الطلب سواء كان مصابا بالفيروس أم لا، «كنت بلبس جاونتي وبعقم فلوس الزباين».