الإفطار السنوي لـ"حدائق الأهرام".. "رمضان يجمعنا"
"جارك القريب ولا أخيك البعيد"، الموروث الشعبي المصري الذي أوصى بالأمثال والمقولات بعلاقة الجيرة وأهمية الجار، فارتبط المصريون بجيرانهم وفي بعض الأحيان يمثلون أهمية الأهل، بفضل العشرة والمودة التي كانت بينهم، لكن لم يعد الواقع اليومي الآن يعكس هذا الموروث، واتسمت الكثير من العلاقات بين الجيران بالصراع والمشاحنات.
وجمعت المشكلات التي يشهدها حي حدائق الأهرام سكانه على صفحة خاصة لهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فيبحثون انقطاع المياه والطرق غير الممهدة، والمشكلات التي يتسبب فيها أصحاب المحال وغيرها الكثير، ولكن رغب عدد من سكان الحي التجمع في ليلة رمضانية مستغلين أجواء الشهر الكريم في إزالة الحواجز بينهم التي خلفتها المشكلات، من خلال تناول الإفطار على مائدة واحدة.
ومنذ خمس سنوات يتجمَّع سكان حدائق الأهرام في إفطار سنوي جماعي بالنادي الخاص داخل الحي، وتأتي كل أسرة عادة بطعامها معها ويتناولون جميعًا الطعام سويًا، يتعارفون على بعضهم البعض، ويقول وائل مصطفى، أحد السكان، إن حي حدائق الأهرام يعتبر شبه منغلق على نفسه، فتجد معظم سكانه يعرفون بعضهم البعض، فمنهم من يتقابلون في الشارع أو النادي أو المحال، لذلك كان من السهل نجمعهم، خاصة بعد إنشاء صفحة الفيسبوك.
ويشير وائل، إلى أن الإفطار هذا العام اختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة من حيث إقبال السكان، فكانت الاختلافات السياسية الموجودة في فترة حكم الرئيس المعزول، وما بعدها، سببًا في تخلف الكثير عن حضور الإفطار لتجنب التعامل مع الذين اختلفوا معهم في وجهات النظر السياسية، مضيفًا أن التجمع أصبح أكثر تنظيمًا أيضًا من الأعوام السابقة.