"آله حاسبة" تقدر حجم الخسارة.. كل ما تبقى من شقى عمر "وليد"
يهيم على وجهه، الفقر يلتهم نظرات عينيه، لا يعلم من أين يأتى بالغرامة حتى يسترد بضاعته التي أصبح نصفها لا قيمة له، فيستقل أحد أرصفة موقف عبدالمنعم رياض قابضًا بين يديه العاريتين على "آله حاسبة" يجمع ويطرح بها حجم خسارته التي مر عليها 5 أيام، بعد أن شنت "البلدية" حملة أمنية فقضت على الأخضر واليابس، فلم يتبق من تجارته التي زرع ثمارها منذ أن كان بعمر 12 ربيعًا سوى قطعة خشبية مهشمة، وآثار اللودر الذي حطم أساسات فرشته التي بناها من "عرق الجبين".
15 ألف جنيه، الخسارة التي قدرها وليد عطا، بائع الجرائد بموقف عبدالمنعم رياض، بعد أن صادر الحي بضاعته التي اشترى بعضها بالآلاف "ثلاجات البيبسي، والسجائر"، وفق قوله، كلاكسات وصرخات تتعالى، صيحات البائعين المحتجين تصم الآذان، لم يجد الشاب العشريني أمامه سوى مشاهد بالتصوير البطئ لبضاعته التي حملتها سيارات الأمن واتجهت بعيدًا، "مدرتش بنفسي غير وأنا بقول حسبي الله ونعم الوكيل، سمعت الكلام ووقفت على الرصيف، ادتهم اسمى وبطاقتي عشان يوفرولي مكان لكن بعدها بيومين يخدوا اللي ورايا واللي قدامي دا ميرضيش ربنا".
تزوج حديثًا، لا يدرى ما المستقبل الذي سيلقاه مولوده، لكنه يرى الحاضر "مظلمًا" فالآلة الحاسبة التي بين يديه تقدر غرامة باهظة لا يحمل ربع قدرها فى جيبه، وفق قوله، يخشى أن يستدين من زملائه، مضيفًا: "أروح أدفع لهم غرامة 500 جنيه وأنا مش معايا ربعهم، دا غير إن البضاعة لا تسترد كاملة بأخذ النص، والجرائد بقت بايتة مين يشتريها، حسبي الله ونعم الوكيل".