على الرغم من الآثار السلبية التي خلفها انتشار فيروس كورونا حول العالم، إلا أنه أظهر المعدن الأصيل في قلوب بني البشر، علاء سمير كان أحد هؤلاء الرجال الطيبين، الذي أفاد غيره من مصابي كورونا، كونه ممرض يحتاجه الكثيرون في تلك اللحظات الحرجة، والمقابل الذي يريده هو الدعاء له ولوالده.
اختار علاء سمير، البالغ من العمر 30 عاما، أن يفيد الآخرين بمهنته وعلمه ويساعدهم في ظل أزمة كوفيد 19 واحتياج المئات للرعاية المنزلية ومتابعتهم، ومع خوف الكثيرين من الإصابة بالعدوى، قرر أن يعمل بوصية والده ويساعد من يلجأون إليه بحكم مهنته كممرض طوارئ ورعاية حرجة دون أي مقابل مادي.
«بابا الله يرحمه علمني أعمل الخير وأساعد أي حد طالما أقدر مش لازم في المجال الطبي، ولما بدأت أزمة كورونا بدأت أعرض على الناس مساعدتي».. الخدمة التي يقدمها الشاب الثلاثيني ساهمت كثيرا في توفير العناء والمشقة للذين لا يجدون من يلجأون إليه للتشخيص والمتابعة والعلاج والإجراءات الصحيحة للتعامل والوقاية.
«رعاية أونلاين».. مساهمة ساعدت في شفاء العديد من المرضى بعد الله سبحانه وتعالى، ولم يقتصر الأمر بعرض المساعدة على الإنترنت فقط بل كان «علاء» يذهب لمن يحتاج إليه في المنزل مع اتخاذ احتياطاته وخاصة كبار السن، ويتابع مع الجميع العلاج والنظام الغذائي المناسب بعد رؤية الأشعة والتحاليل وعرضها على أكثر من طبيب للحصول على التشخيص الصحيح وتوجيه من يحتاجون للعناية المركزة إلى المستشفيات.
أكثر من 300 حالة أسهم «علاء» في علاجهم ومنذ نوفمبر الماضي بعد وفاة والده، قرر تكريس وقت أطول لخدمة الجميع طمعا في نيل الثواب والدعاء وعملا بوصية الأب الصالح، وأمله الوحيد أن يتبع الناس الإجراءات الوقائية وعدم الاستهتار والاهتمام بحالة المريض النفسية لأنها عامل مهم للغاية في الشفاء.
«بكون فرحان جدا أن ربنا استخدمني في قضاء حوائج عباده وشفائهم».. بتلك الكلمات عبر الممرض الثلاثيني عن سعادته بكونه يخدم الجميع وطالما على قيد الحياة سيظل يساعد الجميع «ربنا بيرزقتي بدعوات الناس ليا ولوالدي وده اللي أنا عايزه».
تعليقات الفيسبوك