قيادى إخوانى يدعو لثورة مسلحة ضد الجيش.. و«عسكريون»: التنظيم انتهى
أعاد الإخوان نشر فيديو لمحاضرة القيادى الإخوانى عبدالمجيد الشاذلى، أحد رموز الفكر القطبى، ألقاها لقواعد التنظيم، عقب الانتخابات الرئاسية لعام 2012، تحدث فيها عن خطوات تفكيك القوات المسلحة وتمكين الحكام المدنيين من السيطرة على الجيش والتمكن من ضمان ولاء قياداته للحاكم المدنى الجديد، ما اعتبره خبراء عسكريون مجرد تحركات صبيانية من الإخوان، وأن التنظيم قد انتهى.
وقال الشاذلى فى محاضرة له بعنوان «المجلس العسكرى وسيطرة الجيش على حكم مصر منذ 60 عاماً»: «نحن منذ البداية نعلم أن المجلس العسكرى امتداد لحكم مبارك، ولكن بشكل أسوأ، وأنهم -أى الجيش- كانوا يعيبون على مبارك التراخى فى التعامل مع الإسلاميين، وأن أمن الدولة صنف له الإسلاميين بين معتدل ومتطرف، ولكن الجيش كان يريد من مبارك قمع كل الإسلاميين سواء المعتدلون أو المتطرفون بداية من الإخوان وحتى السلفيين».
وأضاف القيادى المحسوب على الفكر القطبى: «العسكر هم أشد أعداء لنا، وعلى تنسيق كامل مع إسرائيل، ومن نسق حصول أحمد شفيق على هذه الأصوات فى الانتخابات الرئاسية -قبل الماضية- هو الجيش والمخابرات برئاسة عمر سليمان».
وشرح الشاذلى كيفية الإطاحة بالجيش من سدة الحكم ومن السيطرة على مفاصل الدولة، وقال: «الناس تخشى عجز الإخوان عن تسلم الحكم بالكامل من الجيش، ولكى يستطيع الإخوان فعل ذلك يجب حصول أمرين مهمين، أولهما: عزل قيادات المجلس العسكرى بالكامل، والإطاحة بهم وتعيين قيادات بديلة من داخل الجيش يكون ولاؤها للرئيس المدنى الجديد تتصرف على هوى الرئيس الجديد على شاكلة ما صنع أنور السادات حين أطاح بكل التابعين لجمال عبدالناصر من الجيش، وثانياً: أن يجرى تنظيم ثورة شعبية دموية يسقط فيها ضحايا، يستتبعها تعيين مجلس مدنى بديلاً عن المجلس العسكرى لإدارة الجيش ويعيد المجلس المدنى هيكلة الجيش والمخابرات العسكرية والمخابرات العامة». وأضاف الشاذلى: «ولاء قيادات الجيش لأنفسهم، لأنهم طبقة منتفعة، ويتوقف ولاؤهم للرئيس الجديد على مدى قوة الرئيس، فإن كان الرئيس ضعيفاً سيطروا عليه، وإن كان قوياً استطاع أن يضمن ولاءهم».
وأكمل: «لا بد من حدوث صدام دموى بين الشعب والجيش، أو انقلاب داخل الجيش مثلما حدث مع سوار الذهب فى السودان، نحن فى حاجة إلى سوار ذهب جديد ينقلب على قيادات الجيش ويمكّن المدنيين من حكم البلاد بعدها، الثورة فشلت فى الإطاحة بالجيش لأنها كانت سلمية ولم يكن لها جناح عسكرى».
ويرى الشاذلى أن أحد الدوافع القوية للإطاحة بالجيش من السيطرة على مفاصل الدولة بالكامل، يكمن فى حدوث ثورة على شاكلة ثورة سوريا أو ليبيا، مضيفاً: «لن نلجأ إلى حالة سوريا أو ليبيا إلا مضطرين ولكننا نفضل الحالة الأولى»، فى إشارة إلى ثورة مسلحة ضد الجيش.
ورفض القيادى الإخوانى الحديث عن الحكم الإسلامى قبل الإطاحة بالجيش، قائلاً: «لا نريد الحكم الإسلامى الآن، نحن نريد حكماً مدنياً بعد الإطاحة بالجيش من الحكم، يستمر من 4 إلى 10 سنوات، بعدها يأتى الحكم الإسلامى مباشرة».
من جانبه قال الخبير العسكرى طلعت مسلم إن سيناريو «سوار الذهب» الذى حدث فى السودان غير قابل للحدوث فى مصر، خصوصاً أن الجيش المصرى يختلف فى تركيبته عن باقى الجيوش العربية، فهو جيش عصى على الانقلابات.
وأضاف مسلم لـ«الوطن»: «ربما ينجح الإخوان فى استمالة بعض أعضاء القوات المسلحة وجنودها هنا أو هناك لكن تبقى فى النهاية تحركاتهم صبيانية ولا تأثير لها على أرض الواقع».
وشدد على أن الإخوان لن تستطيع تحمل تكلفة ثورة مسلحة أو صدام مسلح مع الجيش، وإن كان يرى أن أنصار بيت المقدس وأجناد مصر من الجماعات التى تعمل بالوكالة عن الإخوان الآن.