قصة «راوية» نصيرة المظلومين بالوراق: دافعت عن شرف جارتها فقتلها بلطجي
أبناء المجني عليها
داخل حارة ضيقة متفرعة من أحد شوارع كفر السليمانية بحي الوراق في محافظة الجيزة، عندما كانت شمس الظهيرة مستقرّة في السماء، كتبت سطور النهاية في حياة السيدة راوية أحمد أبو الليل، طعنا أمام منزلها، على يد مسجل خطر يدعى شعبان بكري، أثناء محاولات جاهدة منها لإبعاده عن جارتها المطلقة، الذي كان المتهم يتعرّض لها كثيرا، و يراودها عن نفسها.
راوية حاولت الدفاع عن شرف جارتها فقُتلت
«كانت بتدافع عن شرف جارتها اللي مالهاش حد يوقف لها ويحميها، وماتت وسايبة وراها 5 عيال»، بصوت ممزوج بالدموع و الحسرة، تحكي فتحية أحمد، شقيقة المجني عليها، كواليس ما حدث يوم الثلاثاء الماضي، عندما كانت شقيقتها الكبرى راوية، 45 عاما، عائدة رفقة نجلها صاحب الـ4 أعوام من الحضانة.
فوجئت «راوية» بالمتهم يحاول اقتحام منزل جارتها، التي تقطن في البناية ذاتها بالطابق الأرضي، لتهرول نحو الجاني، وهي تردد «ديه وليه مالهاش في الكلام ده، مالكش دعوة بيها»، لم تكد الضحية، تنتهي من حديثها حتى انقض عليها المتهم، وأخرج سكينا مخبئا في ملابسه، وسدد لها طعنات نافذة، لتسقط جثة هامدة على الأرض، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة، وتناثر دماؤها على جدران العقار.
لم يكن غريبا على «راوية» أن تتصدى لمسجل خطر، دون أن تفكر في تباعات ما يمكن أن تتعرض له، فقط كان هدفها إنقاذ جارتها، إذ تؤكد نجلة الضحية، 20 عاما، أنّ والدتها كانت دائما نصيرة للمظلومين: «كانت بتقول كلمة الحق، وعشان كده اتقتلت غدر».
أمه وأخواته منعوا الناس ينقذوها
أمام منزل الضحية، وقفت عدد من النسوة المتشحات بالسواد، تكسو وجوههن علامات الحزن، حيث تقول «أم محمد»، جارة المجني عليها، التي تقطن في العقار المقابل لها، إنّ الجاني لم يرف له جفن أثناء قتل «راوية»، ورغم تواجد طفلها رفقتها، إلاّ أنّه ارتكب جريمته على مرأى ومسمع من نجلها الذي لم يستوعب ما حدث، وانكب فوق وجه والدته، وهي مضرّجة بدمائها يقبلها وينادي بإسمها.
وتضيف «أم محمد»: «شعبان كان بيهدد راوية من فترة، وقالها نهايتك هتبقى على إيدي، عشان هي اللي كانت بتقف له»، متابعة بأنّ صغر سن جارة الضحية، وجمالها الفاتن، وكونها مطلقها جعلها مطمعا للمتهم: «راوية اضربت 4 طعنات في جنبها وصدرها ورجليها، وأم المتهم وأخته كانوا واقفين بيتفرجوا، عشان ماحدش يجي يحوش، وبعد ما شعبان عمل جريمته، مسح السكينة من دمها، ومشي في الشارع عادي، كأنه ماعملش حاجة».
وتشير جارة «راوية» إلى أنّ أسرة الجاني تركت المنطقة عقب وقوع الجريمة بوقت قصير، وتحديدا قبل وصول الخبر إلى أهل الضحية: «قفلوا بيتهم وهربوا عشان ماحدش يعرف يجيبهم أو يعملهم حاجة».
أختنا اتقتلت غدر ولدينا خوف
وطالب ذوو «راوية»، بتوقيع أغلظ عقوبة على المتهم، الذي تمكن رجال المباحث من ضبطة وأمرت النيابة العامة بحسبة 4 أيام على ذمة التحقيقات، أملين أن يكون القصاص بإعدامه شنقا، مبدين تخوفهم الشديد من أن تأخذ القضية مجرى واقعة شجار، ويضيع دم شقيقتهم هدرا.