بناء السد العالي.. معركة دبلوماسية مصرية بعد رفض البنك الدولي تمويله
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
حلت أمس ذكرى وضع حجر الأساس لبناء السد العالي كواحد من أعظم المشروعات القومية في تاريخ مصر، حيث وضع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حجر الأساس بعد الاستعانة بالاتحاد السوفيتي عقب رفض البنك الدولي التمويل.
وواكبت عملية بناء السد العالي كثير من التحديات في مقدمتها البنك الدولي الذي سحب الموافقة على تمويل السد بعد رفض أمريكي، ما شكل تحد دبلوماسي وسياسي كبير أمام الدولة المصرية المستقلة حديثا.
علي الحفني: مصر كان لديها رغبة في التوسع الصناعي فاحتاجت للطاقة
في ذات السياق، قال السفير علي الحفني مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إقدام مصر على خطوة بناء السد العالي عبر عن رغبة القيادة السياسية وقتها في التوسع الصناعي ومن ثم الحاجة إلى الطاقة، وتوجهنا في ذلك للبنك الدولي الذي وافق في البداية لكنه سحب الموازنة لاحقا».
وأضاف: «اضطرينا للجوء إلى الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، والذي كان لديه خبرة في بناء السدود لدعم بناء السد كأحد أكبر سدود العالم، استغرق بعض الوقت وانتهى الأمر بتدشين هذا المشروع الذي نحتفل بذكرى وضع حجر الأساس الخاص به»، مؤكدا أن سحب التمويل من قبل البنك الدولي خلق تحد دبلوماسي وسياسي كبير ومعركة خاضتها مصر.
مساعد وزير الخارجية الأسبق: بناء السد العالي عضد علاقتنا بالمعسكر الاشتراكي
وقال «الحفني»: «توجهات القاهرة كانت نحو البنك الدولي للحصول على التمويل، وبعد الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة المسيطر الأكبر وفي البنك الدولي، وكانت مصر في الوقت ذاته دولة نامية صاعدة تطمح لمشروع يفيد الشعب، وكان الطبيعي اللجوء للجهات الدولية التي يمكن أن تساهم في بناء هذا المشروع الضخم في ظل صعف الإمكانات المادية لتنفيذ هذا المشروع بمعزل عن الخارج».
وتابع: «للأسف الولايات المتحدة سحبت موافقتها، ومن هنا بدأت العلاقات المصرية تتعضد مع الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي، ونتذكر أن في تلك الفترة حصلنا على صفقات أسلحة من التشيك ضمن الكتلة الشرقية، ما عضد العلاقات أكثر وذلك في فترة الحرب الباردة بين القطبين الكبيرين».
وقال «الحفني»: «الاتحاد السوفيتي قدم لمصر مساعدات كثيرة في عدة مشروعات وقتها، وجاء بناء السد كفرصة لتلبية احتياجات الشعب المصري».