غارات الاحتلال تستهدف منازل قيادات «حماس»
واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تبادل إطلاق النار، أمس، استمراراً لعمليات التصعيد بين الجانبين فى إطار العملية العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة تحت اسم «الجرف الصامد»، وواصلت إسرائيل غاراتها الجوية الكثيفة على مناطق عدة فى قطاع غزة، واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلى للمرة الأولى منازل 4 من قادة حركة «حماس»، على رأسهم القيادى البارز محمود الزهار، ما أسفر عن تدمير المنزل كلياً وتضرر مسجد مجاور وعدد من المنازل المحيطة، فى حين أن «الزهار» لم يكن موجوداً داخل المنزل. وقالت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعة لحركة «حماس»، فى بيان، إن «الكتلة تستنكر بشدة قصف طائرات الاحتلال لمنازل النواب وتؤكد أن الاحتلال يمارس إرهاب دولة ويرتكب جرائم منظمة بحق الشعب ونوابه». وقالت وزارة الداخلية فى غزة، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت عشرات الغارات الجوية على منازل 30 مواطناً، من بينها منازل قيادات «حماس» فتحى حماد وإسماعيل الأشقر وجميلة شانتى.
وتزامناً مع الغارات الجوية، أصدرت إسرائيل أوامر من خلال مكالمات آلية مسجلة ورسائل نصية ومنشورات أسقطتها الطائرات، لما يقرب من 100 ألف من سكان بيت لاهيا وحيى الزيتون والشجاعية فى شمال غزة، بإجلاء منازلهم بحلول الثامنة من صباح أمس، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلى إن عدداً كبيراً من الصواريخ أطلق من هذه المناطق، وإن الطائرات الإسرائيلية ستقصف هذه المواقع، وقالت المدارس التابعة للأمم المتحدة فى غزة، فى بيان، إن 17 ألفاً من تلك المناطق لجأوا إليها هرباً من احتمالات قصفها.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأول، بتكثيف العملية العسكرية على قطاع غزة بعد أن رفضت حركة «حماس» مبادرة التهدئة المصرية. وأضاف «نتنياهو»، فى بيان نقله التليفزيون الإسرائيلى، أن «الأفضل كان حل المسألة دبلوماسياً، وهذا ما حاولنا القيام به عندما قبلنا اقتراح المبادرة المصرية، ولكن حماس لم تترك لنا خياراً سوى توسيع وتكثيف حملتنا ضدها»، فيما أعلن مكتب «نتنياهو» إقالة نائب وزير الدفاع الإسرائيلى المتشدد دانى دانون، بعد انتقاداته التى وجهها إلى «نتنياهو» ووصفه العملية العدوانية على غزة بـ«الفاشلة»، وكان جيش الاحتلال الإسرائيلى قد أعلن، مساء أمس الأول، أن مدنياً إسرائيلياً قُتل بعد سقوط صاروخ أُطلق من قطاع غزة، ليصبح بذلك أول إسرائيلى يُقتل خلال التصعيد الأخير بين الجانبين. وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، أمس، إن مسئولاً إسرائيلياً بارزاً أكد أن حركة «حماس» اقترحت عدداً من البنود لتضمينها فى اتفاق التهدئة الدائم بين حركة «حماس» وإسرائيل، تتضمن وقف إطلاق النار لمدة عشر سنوات فى مقابل إنهاء الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، وقال المصدر الإسرائيلى: «حماس تقدمت إلى مصر بطلب لوقف إطلاق النار لـ10 سنوات فى مقابل إطلاق سراح الأسرى الذين جرى اعتقالهم منذ بدء التصعيد بين الجانبين، وإنهاء الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، وفتح المعابر وعلى رأسها معبر رفح، والاعتراف بحكومة المصالحة الفلسطينية»، فيما قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن حركة «حماس» تعرضت لضغوط عديدة من جانب مصر فى اليومين الأخيرين، ما دفعها إلى إعادة النظر فى المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية رسمية، قولها إن «حركة حماس بدأت تشعر بالضغوط التى تواجهها نتيجة التصعيد ضد إسرائيل»، مشيرة إلى أن مصر وضعت مهلة نهائية للالتزام بمبادرة وقف إطلاق النار، تنتهى بنهاية الأسبوع الجارى.
فى الوقت ذاته، وافق مجلس الشيوخ الأمريكى على زيادة المساعدات الممنوحة إلى منظومة الدفاع الجوى الإسرائيلية «القبة الحديدية»، بمقدار نصف قيمة المساعدات المالية الأمريكية الأساسية للمنظومة، فيما أعلن المتحدث باسم منظمة غوث اللاجئين «أونروا» سامى مشاشا، فى بيان أمس، أن مستوى الخسائر البشرية والدمار فى غزة هائل جداً.