مصر تواجه أطماع القوى الإقليمية عبر ثلاثة تكتلات: آخرها مجموعة ميونخ
مجموعة ميونخ
في منطقة بدون توازن واضح للقوى، مع تدخل أجنبي واسع النطاق، بما في ذلك من الولايات المتحدة وروسيا وأطماع قوى إقليمية، ساهمت مصر خلال السنوات القليلة الماضية في تشكيل ثلاثة تكتلات عابرة للحدود، لتلعب دوراً هاماً في الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط، وتخدم مصالح الدولة المصرية ومكافحة الإرهاب.
تشمل هذه التكتلات الثلاثة «مجموعة ميونخ» لحل القضية الفلسطينية، ومنتدى الشرق الأوسط، الذي جعل القاهرة مركزاً للطاقة في المنطقة، والاجتماعي الثلاثة لمصر والأردن والعراق والذي يهدف للتعاون في مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والتنسيق المشترك لحل قضايا المنطقة.
وقال السفير حسين هريدي المساعد السابق لوزير الخارجية لـ«الوطن»، إن تأسيس هذه التكتلات هي محصلة نجاح دبلوماسي، ودور نشط في كافة الملفات، وتجعل لمصر دوراً حاضراً، ودون غياب، في مساعي لحل أزمات المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح الدول الشقيقة.
مجموعة ميونخ
في 11 يناير الجاري، اجتمع وزراء خارجية أربعة دولة في القاهرة، من بينهم مصر، التي دعت إلى عقد هذا اللقاء الذي استهدف مناقشة الوضع الحالي لعملية السلام وسبل إعادة الانخراط في المسار التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً إلى تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط.
وضم الاجتماع وزير الخارجية سامح شكري ونظرائه الأردني أيمن الصفدي، والفرنسي جان ايف لودريان والألماني هايكو ماس.
يُطلق على هذا التكتل الرباعي «مجموعة ميونخ»، والذي ينعقد للمرة الثالثة، بعدما تشكل في 2019 بهدف العمل على إقامة دولة فلسطينية، في وقت كانت تعمل فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القضاء على حل الدولتين.
منتدى الشرق الأوسط
في ملف شرق المتوسط والطاقة، تقود القاهرة تكتلاً اوروبيا يتكون مصر واليونان وقبرص والذي يعد آلية تعاون للتنسيق والتشاور بين الدول الثلاثة في الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية، وجعل هذه المنطقة مركزاً للطاقة.
أدى هذا التكتل إلى انتصار دبلوماسي كبير إذ تم إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، في 2019 ويقع مقره الرئيسي في القاهرة. ويهدف المنتدى إلى إنشاء سوق غاز إقليمي في منطقة شرق المتوسط، وتحسين العلاقات التجارية وتأمين العرض والطلب بين الدول الأعضاء.
بمعنى آخر جعل هذا المنتدى، الذي ضم إيطاليا وفلسطين وإسرائيل، إلى جانب مصر وقبرص واليونان، وهو ما مهد للقاهرة أن تصبح طريق نقل الغاز لباقي دول الأوروبية.
في تقرير نشرته مجلة البريماتو نانسونالة الإيطالية، قالت إن القاهرة أصبحت مركزًا إقليمياً للطاقة في المتوسط بل ستحقق اكتفاء ذاتي من البترول، وتصبح مصدرة له في عام 2023 بعدما استثمرت أكثر من 5 مليار دولار في تدشين ثلاثة مصافي للتكرير.
الإجماع المصري العراقي الأردني
لم يغب عن مصر أهمية العراق بوابة الوطن العربي الشرقية، في تحركاته وتحالفاته، فأنشأت تكتلاً جديداً يضم القاهرة وبغداد وعمان، ومن المحتمل أن يضم دولاً أخرى مثل سوريا وفلسطين، على غرار منتدى شرق المتوسط.
يستهدف هذا التكتل خلق نوع من التنسيق الخاص بين الدول الثلاثة على كافة المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية.
في سبتمبر الماضي، كتب الباحث الأمريكي كيرتس ريان، في المركز العربي واشنطن دي سي، أن الاجتماع المصري العراقي الأردني، هو الأحدث في سلسلة من المحاولات للتعامل مع التحولات الكبرى في التوازن الاستراتيجي للمنطقة.
وقال المركز أن هناك ثلاث قوى غير عربية إلى السيطرة على المنطقة بطرق مختلفة وهي إسرائيل، وإيران، وتركيا، لكن هذا التحالف الجديد يهدف إلى توفير القيادة العربية استجابةً لهذه التحديات الإقليمية المتعددة.
وأضاف أنه من المؤكد أن الهدف من التحالف الجديد هو العمل بجانب دول مجلس التعاون الخليجي أو التحالفات العربية الأخرى وليس بدلاً منها.