مدفن عبدالحليم حافظ
أشجار عالية متراصة بعناية شديدة تحاوط مبنى ضخما ألوانه زاهية بين الأصفر واللبني والبني، مصمم بفخامة شديدة ومحفور أعلاه جملة تتضمن «مدفن المرحوم الفنان عبدالحليم حافظ وأسرته».. اشتراه العندليب الأسمر بماله الخاص قبل وفاته بمنطقة مقابر البساتين، لكن الوقت لم يمهله حتى يلقى عليه عنايته بنفسه؛ لتهتم به عائلته حرصا على وصيته، مقيمة كل عام تجديدات سنوية.
ما يحدث حول مقبرة العندليب الأسمر، رواه أحد التربية بشارع التونسي بمنطقة مقابر البساتين- طلب عدم ذكر اسمه- موضحا أنه في شهر مارس من كل عام تتواجد عائلة عبدالحليم حافظ لإحياء ذكراه والدعاء له بجانب توافد العديد من محبيه من المغرب وتونس، متابعا خلال حديثه مع «الوطن»: «ما يتداول بمواقع التواصل الاجتماعي حول الحكايات الغريبة بمقابر المشاهير غير صحيح، ففي النهاية الجميع سواسية كلنا مصيرنا الآخر التراب».
ومن بين الحكايات الغريبة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغير الحقيقية، هو صدور أصوات وعويل من داخل قبر العندليب الأسمر، وهذا ما نفاه تربي مقابر البساتين، مؤكدا أنه غير صحيح على الإطلاق.
الحياة فى مقابر المشاهير.. «ونس ونسيان ووصايا»
وزيارة عائلة الراحل عبدالحليم حافظ لمدفنه في يوم رحيله، أمر يفعله بعض الأشخاص لذويهم من أجل الدعاء لهم، بحسب رأي تربي شارع التونسي، لافتا إلى أن ما يتغير في حالة العندليب الأسمر، الراحل عام 1977 بمدينة لندن، هو حرص عائلته على حماية مدفنهم وتجديده المستمر فضلا عن حرص بعض محبيه بالوطن العربي على التواجد لإحياء ذكراه، لكن انتشار فيروس كورونا المستجد جعله يؤجل.
ومن أمام مقبرة العندليب الأسمر تواجد عدد من أطفال سكان المقابر الحرصين على اللهو واللعب أمام مقبرته، وبسؤالهم عن مكان مدفن الراحلة «شادية»، رددوا معرفتهم به رغم أن لا أحد يعلم مكانها بسهولة نظرا لكونها تحمل اسم لقب العائلة؛ ألا وهي «مدفن أسرة المرحوم أحمد كمال الدين شاكر».
ومثلما تجمع العندليب الأسمر ودلوعة السينما المصرية بالعديد من الأفلام والحفلات في دار الدنيا، تواجد مدفنهما بالقرب من بعض؛ إذ تتباعد بينهما مسافة صغيرة في الشارع المقابل، لكن ما يختلف هو حرص عائلة فاطمة أحمد شاكر، الاسم الحقيقي للفنانة شادية التي رحلت عن عالمنا في نوفمبر عام 2017، على عدم الاقتراب من مدفنهم الخاص، عن طريق غلق الباب بحديد أسود اللون، لكن يحاوطه بعض الأشجار الخضراء الملفتة والبارزة حالته الجيدة.
ويتواجد بعد أمتار من مقبرة الراحلة شادية، مدفن الفنان والمغني الراحل محمد العزبي، والذي توفي في فبراير عام 2013؛ إذ يحرص نجله على التواجد باستمرار وزيارته خاصة في ذكراه السنوية، بحسب ما قاله أحد حراس المقابر، نور أحمد، خلال حديثه «الوطن» برفقة أسرته.
تعليقات الفيسبوك