مدفن الفنانة رجاء الجداوي وتحية كاريوكا
أكثر من نصف قرن قضاها رجل ستيني بجوار مدافن أشهر النجوم المتجمعة معا بمكان واحد؛ وارثا من أجداده مهنة تكريم الإنسان لدار الآخرة ما بين تكفين وتغسيل ودفن، بجانب مسؤوليته عن مدافن عدة بينها المقبرة الخاصة بعائلة الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، والمتواجدة على ناصية شارع طويل يملأه الصخب تزامنا مع أعمال المنشآت المرتبطة بالكوبري التابع لمحور الحضارات بمنطقة مقابر البساتين، والذي أثر على حال مدفن الفنانة الراحلة.
حمادة فاضل، أشهر التُرابية بمنطقة البساتين، والمسؤول عن مدافن كل من عائلة الفنانة رجاء الجداوي والفنان فريد الأطرش والفنانة فردوس محمد، حكى لـ«الوطن» تفاصيل الوداع الأخير للفنانة رجاء الجداوي لمقبرتها قبل مرضها بفيروس كورونا المستجد والذي على آثره توفيت في 5 يوليو الماضي عن عمر ناهز 82 عاما، بجانب حديثه عن الحالة المزرية التي وصلت إليها مقبرتها حاليا فضلا عن التجديد اللاحق بها.
الحياة فى مقابر المشاهير.. «ونس ونسيان ووصايا»
وداع «الجداوي» الأخير لذويها المدفونين تحت التراب، كان عبارة عن خطوات هادئة تبعها تمتمة السلام على الراحلين من موتاها ومعارفها؛ وبمجرد وصولها إلى المكان حرصت على التأكد من تجديد المكان وترميمه ودفع الأموال المتعلقة به، دون دراية لما يحلق به عقب رحيلها من مخلفات وركام بل تكسير نتج عنه فتحة ضخمة بالجهة اليمنى من المدفن؛ ليؤكد حمادة فاضل، المسؤول عن مدفن الفنانة الراحلة، إلى أن الفتحة ظهرت قبل 3 أسابيع وسيعاود الحال عليه بمجرد الانتهاء من الإصلاحات المرتبطة بالشارع الخارجي المقابل لإنشاءات الكوبري، معلقا: «كل اللي هينقص من المدفن متر واحد وبعد كده هيرجع لوضعه الطبيعي».
وبعيدا عن حالة المدفن المزرية، بمجرد أن يعلم المارة من المتواجدين بالمنطقة مكان مقبرة الفنانة الراحلة ودفنها بجوار خالتها الفنانة تحية كاريوكا الراحلة عن عالمنا عام 1999، يتذكرون القطيعة التي كانت بينهما في الحياة لسنوات بسبب رفض الأخيرة عمل ابنة أختها بالفن وما شاءه القدر بالتجمع في قبر واحد.
وبخلاف تذكر تفاصيل الحياة بين كلا من الجداوي وكاريوكا، يحرص الكثيرون على الدعاء لها وقراء الفاتحة وتلاوة القرآن، كونها كانت دائمة التواجد لزيارة الأموات من عائلتها والترحم عليها والصلاة بمسجد السيدة نفيسة وتوزيع صدقات على أهل الخير، بحسب حارس مقبرتها، موضحا أن ابنة رجاء الجداوي هي الوحيدة الحريصة بين الحين والآخر على التواجد وزيارة والدتها.
وفي نفس الشارع المتواجد به مدفن عائلة الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، يقطن جثمان أحد المشاهير المنسيين والمسؤول عنه أيضا التربي حمادة فاضل، وهي الفنانة الراحلة فردوس حسن، والتي توفيت في 17 إبريل عام 1995، بعدما قدمت مجموعة من أفلامها بالسينما لعل أشهره «أولاد الذوات».
تعليقات الفيسبوك