من أرشيف الصحافة.. حكاية إهدار دم صفوت الشريف
المتهمون بمحاولة اغتيال صفوت الشريف
غيّب الموت صفوت الشريف واحد من رموز حقبة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، فتقلد عدة مناصب منها وزير الإعلام الأسبق، ورئيس مجلس الشورى الأسبق، والأمين العام للحزب الوطني المنحل، والذي توفى مساء أمس الأربعاء بعد صراع مع مرض سرطان الدم «اللوكيميا»، عن عمر ناهز 87 عامًا، تاركًا خلفه إرثا من الحكايات والمواقف وجدلا لا ينتهي حول سياسته ووجوده على قائمة رجال مبارك الذين ثار عليهم الشعب في 25 يناير 2011، وكانت من بين حكاياته القضية الأشهر في التسعينات التي حوكم فيها 14 متهمًا بمحاولة اغتيال صفوت الشريف وخلفها روايات عن إهدار دمه من الجماعات الإسلامية المتواجدة في باكستان حينها.
في فترة التسعينات وتحديدًا في مايو 1993، كان صفوت الشريف يتقلد حينها منصب وزير الإعلام، وانعقدت الجلسة العلنية الأولى لنظر القضية المتهم فيها 14 متطرفًا من الجماعة الإسلامية، بينهم 4 هاربين، بمحاولة اغتيال صفوت الشريف وزير الإعلام وارتكاب بعض الجرائم الإرهابية الأخرى، حسبما رصده أرشيف الصحافة المصرية من إحدى الصحف القومية، واعترف 9 من المتهمين العشرة الذين كانوا محبوسين احتياطيًا على ذمة القضية، على دور المتهم العاشر بمشاركته في إلقاء عبوتين ناسفتين على الأتوبيس السياحي رقم 819 القاهرة، وأنه شارك أيضًا في اغتيال دكتور فرج فودة، رغم أنه أنكر معرفته بالمتهمين ثم تراجعه مرة ثانية.
إهدار دم صفوت الشريف صدر من الجماعة الإسلامية في باكستان
وقبل تلك المحاكمة بنحو شهر، يحتفظ موقع أرشيف الصحافة المصرية التابع لمكتبة الإسكندرية، بتفاصيل نشرت عن إهدار دم صفوت الشريف بزعم متطرفين، والذين عقدوا محكمة يطلقون عليها «المحكمة الشرعية» في باكستان، حيث كانت تنعقد في مطلع كل شهر عربي جديد في مدينة بيشاور الباكستانية، وأعضاؤها هم محمد شوقي الإسلامبولي وأيمن الظواهري ورفاعي طه وعثمان السمان وعبدالعزيز الجمل وطلعت قاسم، وكلهم كانت تلاحقهم أحكاما قضائية تتراوح بين 3 سنوات إلى الأشغال الشقة المؤبدة في عدد من القضايا كانت أشهرهم القضية المعروفة بـ«ثوار أفغانستان».
وذكرت الصحف المصرية حينها أن تلك الهيئة الإرهابية قررت إهدار دم صفوت الشريف بشكل عاجل للضغط على الحكومة المصرية لمعاودة إجراء الاتصال بهم والأمل في العفو وإطلاق سراح السجناء منهم.
تفاصيل محاولة الاغتيال: مراقبة روتين صفوت الشريف واختفائه في دواسة سيارته
ووصفت الصحف محاولة الاغتيال، بأن التخطيط كان بمراقبة منزل صفوت الشريف لعدة أيام ومعرفة الروتين اليومي لنزوله من منزله، وبعد هبوط الشريف واستقلاله سيارته وبدأ سائقه «رجب» في رحلته اليومية وعند دوران منحنى تقاطع شارع الأسيوطي انهمرت الرصاصات، وألقى صفوت الشريف بجسده في دواسة السيارة وقت إصابة ظهر الحارس وكتف السائق، وصرخ الشريف في السائق «اطلع بسرعة في العكس»، وهو ما فعله السائق المصاب حتى وصلا إلى مستشفى عين شمس التخصصي، ونقل الوزير الأسبق وسائقه إلى العناية المركزة، وقد أصيب الأول بجروح وكدمات سطحية في يده وذراعه اليمنى نتيجة سقوط الزجاج المهشم عليه، ينما كانت إصابات السائق والحارس أكبر.