رئيس مدينة «حلايب وشلاتين»: منح الجنسية لـ«الأتمن» يحتاج لقرار سيادى
قال اللواء وجيه المأمون، رئيس مدينة حلايب وشلاتين، إن 25% من ثروات مصر المعدنية موجودة فى المنطقة، وإنه تم وضع تخطيط نموذجى لمدينة «حلايب» بعد فصلها عن شلاتين، وتحويلها إلى مدينة تتبعها قريتا «أبورماد» و«رأس حدربة»، سيتم البدء فيه خلال شهرين، من أجل استغلال هذه الثروات على الوجه الأمثل. وأضاف المأمون فى حوار لـ«الوطن» أنه تم تخصيص 764 مليون جنيه لبدء مشروعات تنموية بالمدينة فى قطاعات الطرق والصناعة والزراعة، مشيراً إلى أن منح أبناء القبائل الجنسية يحتاج لـ«قرار سيادى».. وإلى نص الحوار:
■ هل تغير الوضع فى المنطقة بعد صدور قرار مجلس الوزراء بتحويل «حلايب» من قرية إلى مدينة؟
- بالتأكيد، فبعد فصل «حلايب» عن شلاتين، وتحويلها إلى مدينة تتبعها قريتا «أبورماد ورأس حدربة»، تم تعيين سكرتير للمدينة، ويجرى حالياً عمل مخطط جديد لها من قبل هيئة التخطيط العمرانى التابعة لوزارة الإسكان وستكون «حلايب» مدينة نموذجية ليس لها مثيل على مستوى مصر.
■ ومتى يبدأ العمل على تنفيذ هذا المخطط؟
- وزارة التخطيط العمرانى أخبرتنا أنها ستبدأ المخطط خلال شهرين.
■ ترددت أنباء عن أن قطار التنمية سيصل إلى حلايب وشلاتين.. فما الذى تم تنفيذه حتى الآن؟
- الدولة خصصت 764 مليون جنيه لإحداث تنمية فى جميع القطاعات بالمنطقة، وقطاع الطرق وحده تكلف 82 مليون جنيه لتجديد وإصلاح الطريق من برنيس إلى حلايب، بالإضافة إلى الطرق الداخلية للمدينة، كما تم تدشين محطة تحلية مياه لمدينة شلاتين، سعتها 3 آلاف طن، بالإضافة إلى المحطة القائمة بالفعل، بتكلفة 40 مليون جنيه، فضلاً عن تغيير شبكة المياه القديمة، فضلاً عن تدشين محطة تحلية أخرى فى أبورماد وحلايب طاقة كل منهما 2000 طن.
■ هل يشتمل المخطط العمرانى الجديد على جزء خاص بالتنمية الصناعية؟
- نعم، وتم فعلاً البدء فى تدشين مجزر آلى بتكلفة 15 مليون جنيه على مساحة 21 ألف متر، بطاقة 15 رأساً فى الساعة، ليخدم سوق الجمال، فبدلاً من تصدير الجمال من شلاتين إلى القاهرة والمحافظات سيتم ذبحها فى المجزر، وذلك سوف يعمل على تخفيض أسعار اللحوم بنسبة 30%، كما أنه سيجرى إنشاء مصنع لدباغة وتصنيع الجلود، وهو ما سيترتب عليه تشغيل أيادٍ عاملة، بالإضافة إلى إقامة سلسلة من المصانع المتخصصة فى تصنيع الحلاوة الطحينية والبلاستيك والكراسى والأوانى المصنوعة من الألومنيوم وغيرها من المنتجات حسب الخامات المحلية.
■ ما التوقيت الزمنى المحدد لتنفيذ هذا المخطط التنموى على أرض الواقع؟
- المخطط سيتم البدء فيه على مرحلتين، المرحلة الأولى تبدأ فى 30 يونيو 2014، والثانية ستكون فى يوليو 2015 وستكون مخصصة لبناء المصانع.[FirstQuote]
■ وماذا عن قطاع الزراعة؟
- تم رصد 35 مليون جنيه لحفر آبار فى حلايب وشلاتين، وتوزيع 2000 رأس من الأغنام على الأسر المعيلة، كما وزعنا 55 بطارية فراخ، تحتوى كل بطارية منها على 15 فرخة بياضة، بالإضافة إلى 145 بطارية جديدة، سيتم توزيع 70 بطارية منها فى حلايب، والباقى فى شلاتين، بالإضافة إلى حفر 6 آبار جديدة وزراعة 50 صوبة تستوعب 50 فداناً.
■ كيف ستتم الاستفادة من الثروة السمكية الموجودة فى المنطقة، خاصة أن الأهالى يعتمدون على حرفتى الرعى والصيد؟
- المحافظ صدّق مؤخراً على شراء 30 مركباً جديداً مخصصاً للصيد، تصل قوة مواتيرها إلى 45 حصاناً، وسيتم توزيع 15 منها فى حلايب و15 فى شلاتين عن طريق الجمعيات التعاونية التى ستقوم بتأجيرها للصيادين.
■ أين حلايب وشلاتين من الخريطة السياحية؟
- توجد فى حلايب وشلاتين أماكن طبيعية لا مثيل لها فى العالم، مثل محمية «جبل علبة»، وكذلك الشعاب المرجانية فى شواطئ البحر الأحمر، لذا تم وضع المدينة على الخريطة السياحية ضمن التخطيط الذى وضعه من قبل مجلس الوزراء وهيئة التخطيط العمرانى، كما سيتم تخصيص المسافة من منطقة مرسى حميرة إلى أبورماد، التى تبلغ 250 كيلو متراً، لإقامة تجمعات ومنتجعات سياحية ستفوق فى جمالها مدينة الغردقة.
■ وكيف سيتم ربط حلايب وشلاتين بشبكة المواصلات العامة وأقرب مطار يبعد 300 كيلو متر عن المدينة؟
- تم وضع ذلك فى الاعتبار، خاصة أن أقرب مطار للمدينة هو مطار مرسى علم، وعندما وجدنا أن تدشين مطار جديد سيحتاج إلى وقت وتكلفة كبيرين، بدأ التفكير فى استغلال مطار برنيس العسكرى، على أن يتم تحويله إلى مطار مدنى - عسكرى خلال الفترة المقبلة.
■ حلايب وشلاتين من أكثر المناطق المصرية غنى بالثروة المعدنية.. فكيف سيتم استغلال هذه الثروة دون الإضرار بالأمن القومى؟
- توليت رئاسة حلايب وشلاتين فى شهر أكتوبر 2012، وعرفت خلال هذه الفترة أن هناك مشاكل كثيرة بسبب قيام بعض الأهالى بالتنقيب عن الذهب، فحررت مذكرة وأرسلتها للقوات المسلحة لتدشين «شركة شلاتين للذهب» من أجل تقنين عمليات التنقيب، واستخراج تراخيص لهؤلاء الباحثين مقابل أن تحصل الدولة على 20% من قيمة الذهب المستخرج دون مقابل، بالإضافة إلى شراء الـ80% الباقية.
ولم يتقبل الأهالى الوضع بسهولة، وبذلت مجهوداً كبيراً مع المواطنين لكى يقتنعوا بأنهم يستطيعون التنقيب عن الذهب بشكل قانونى ومرخص بدلاً من الدخول فى مناوشات ومطاردات من قبل القوات المسلحة، وأخبرتهم بأنه سيتم ترخيص جهاز التنقيب عن الذهب وترخيص السيارات، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات الألمانية وعمل ورش لصيانة الأجهزة وتوفير أجهزة حديثة، وكانت توجد لجنة من وزارة البترول وهيئة الثروة المعدنية لتحديد الأماكن المرشحة للتنقيب فيها وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة.
■ هل سيقتصر التنقيب على الذهب فقط أم سيمتد للثروات المعدنية الأخرى الموجودة؟
- المنطقة تحتوى على خامات معدنية كثيرة، والحقيقة أن 25% من ثروات مصر المعدنية موجودة فى حلايب وشلاتين، فالأراضى تحتوى على ذهب ومنجنيز ونحاس وكروميت وباكليت.[SecondQuote]
■ وبالنسبة للعاملين فى مجال التنقيب.. هل سيكونون مصريين أم سيفتح مجال الاستثمار أمام الشركات الأجنبية؟
- التنقيب عن الذهب سيكون للأفراد الذين يطلق عليهم اسم «الدهابة» فقط، أما المعادن الأخرى فسيتم فتح باب التنقيب عنها أمام الشركات، وستقوم شركة «شلاتين للثروة المعدنية» بإجراء مناقصات، وستكون الأولوية للشركات المصرية. أما فى حال عدم توافر الإمكانيات اللازمة للشركات المحلية فسيتم السماح للمستثمرين الأجانب.
■ ما الذى ينقصك كرئيس مدينة حدودية؟
- لكونى رئيس مدينة تمكنت من الحصول على مبلغ 750 مليون جنيه من الدولة خلال عام واحد، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد حالياً، وأنا لا أريد أكثر من ذلك، خاصة أن التركيز فى هذه الفترة سيكون على إنشاء بنية أساسية، تمهيداً لتحويل المدينة إلى منطقة سياحية وصناعية، لأن أى مستثمر يعتمد على وجود بنية أساسية لمشاريعه بطبيعة الحال.
■ ماذا عن الخدمة الصحية فى ظل عدم وجود أطباء إخصائيين مقيمين بشكل دائم فى المدينة؟
- يوجد إخصائيون موجودون فى المستشفى هنا، والنقص كان فقط فى إخصائيى التخدير، وكنا نستعين بطبيب تخدير من الغردقة، وحالياً يتم تعويض هذا النقص من خلال القوافل الطبية، سواء التابعة لوزارة الصحة أو القوافل الخيرية، ومنذ فترة كانت هناك قافلة قادمة من الإسكندرية قامت بإجراء حصر للأهالى الذين يعانون من وجود مشاكل فى العيون، وستأتى القافلة فى يونيو لإجراء 80 جراحة عيون، ووظيفة رئيس المدينة هى التنسيق بين القوافل، بحيث تكون متاحة طوال الشهر وتغطى النقص الموجود فى بعض التخصصات.
- ■ يشكو بعض الأهالى من فكرة سفر أبنائهم إلى مدينة القصير لأداء امتحانات الثانوية وهو ما يسبب لهم معاناة شديدة خاصة الفتيات؟
- امتحانات الثانوية العامة تمت فى شلاتين، أما الامتحانات التى تمت فى القصير فكانت لطلاب الثانوية التجارية والصناعية، لأن عددهم قليل، حوالى 56 طالباً من شلاتين وحلايب، وفى حال زيادة عددهم العام المقبل سيتم عقد لجان لهم داخل مدينة شلاتين، كما أن الطلاب الذين يؤدون الامتحانات فى القصير يتم توفير سكن مناسب لهم، مع منح كل طالب مبلغ 500 جنيه من المحافظة طوال فترة الامتحانات، بالإضافة إلى 140 جنيهاً من المدينة المقيم فيها.
■ توجد مشكلة لدى بعض الأهالى، خاصة المنتمين إلى قبائل معينة مثل «الأتمن والرشايدة والهدندويد» وهى عدم حصولهم على أوراق ثبوتية؟
- الدولة قامت بعمل حصر لأهالى المنطقة عام 1992 لكى تمنحهم أوراقاً ثبوتية تفيد بأنهم مصريون، وبما أن القبائل الثلاث الذين تم ذكرهم يعتمدون بشكل كبير على مهنة الرعى وعدم الوجود المستمر فى المدينة تم إسقاطهم من الحصر، ولذلك فإن قرار منحهم الجنسية يحتاج إلى قرار سيادى من الدولة، وسبق تحرير مذكرة بالموضوع وإرسالها إلى الرئيس المعزول محمد مرسى ولم يتم اتخاذ قرار بشأنها، وأعتقد أن هذا لن يتحقق إلا بعد تولى رئيس الجمهورية منصبه رسمياً وانتخاب برلمان جديد.