بريد الوطن.. ومضى قطار العمر في لمح البصر
ومضى قطار العمر
منذ أيام استقبلنا عاماً جديداً، وودّعنا العمر الماضى فی صمت على أصوات الموسيقى الجنائزية، وعلى أصوات المشعوذين والأيتام والفقراء والدجالين. العمر لحظة فى بلاد العمر ليس له قيمة ولا وقت، يمضى القطار، وتتساقط عليه أوراق الخريف ويدخل محطات شتاء طويل، يتوقف بنا التاريخ لنستيقظ على أحلام اليقظة، عندما يعبر بنا جسراً أو محيطاً، مضى بسرعة البرق دون أن أشعر به، كأن اليوم أشبه بالأمس القريب، أيام تمر فى غفلة منا، تداعبنا وتهامسنا.
يوم يمر لا يختلف عن غيره، إنه يوم ذكرى رأس العام الميلادى الجديد، أخرجت ألبوم الصور فی ذكرى رأس العام فى أوروبا أتذكر صوراً من حياتى ومعها سبحت فى عالم الذكريات. فى مشوار الحياة نلتقى بأناس مختلفين، نصافح وجوههم، نصافح أناملهم، نصافح قلوبهم، ومعهم نتذوق طعم الفرح والحلم والحب والغيرة، أحياناً تكون بطعم السكر وأحياناً بطعم المر، نتخيل أحياناً أن الأرض أصبحت ملكنا وحدنا، ونتمادى فى الخيال بهم ومعهم، وفجأة نستيقظ على الحقيقة الحتمية التى لا مفر منها.. سنغادر الدنيا الغريبة، واقتربت النهاية سريعة خاطفة فى غمرة اﻷسى على العمر الذى مرّ كأسهم وأن الدنيا لا تستحق هذا العناء، ومع كل عثرة وهفوة وكبوة، وما أكثر الكبوات فى حياتى، كنت أقوى، لا شىء مستحيل فى الحياة ما دام للعمر بقية.
محمد سعد عبداللطیف
كاتب مصرى
وباحث فی الجغرافیا السیاسیة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com