الجيش وتجانس المجتمع.. أسباب نجاة مصر من مصير الربيع العربي
الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية
قال الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن مصر نجت من أحداث الربيع العربي بسبب تجانس المجتمع فيها، وأنها ليست مكونة من قبائل وطوائف ومذاهب وبالتالي فإنها مجتمعات منقسمة إلى مدن وطوائف ومذاهب وأعراق، وكثير من الأحزاب فيها تعبر عن ولاءات مذهبية وقبائل تتخفى وراء أسماء سياسية، بالإضافة إلى أنها تحتوي على هيئات راسخة في الدولة مثل الكهرباء والمياه والمدارس، ولم تسقط مرافق الدولة المصرية ولم تتعرض البلاد لمجاعة، وكانت وزارة الداخلية أكثر الوزارات التي تأثرت بسبب اقتحام السجون، بهدف تقليل الشرطة.
وأضاف هلال في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي مقدمة برنامج «كلمة أخيرة» الذي يعرض عبر شاشة ON، أن الجماعة الإرهابية تصورت أنها إذا أسقطت الشرطة ستُسقط عصب الدولة ولم تنتبه إلى القوات المسلحة، التي كانت من أهم أسباب عدم سقوط الدولة المصرية كونها جيشا موحدا وغير مسيس أو قبلي، أي أنه جيش محترف لا وظيفة له إلا الدفاع عن الوطن ولا يدخل في الخلافات السياسية، ولعب دورًا في البناء والصناعة منذ عهد محمد علي باشا.
وتابع أن الجيش المصري لم يقف ضد مطالب الشعب المصري على مدار التاريخ ولم يكن أداة في يد المحتل أو في يد الملك ضد الشعب المصري، وهما ما ادى إلى حماية مصر من السقوط.
وأردف أن رئيس الجمهورية في مصر كان ومازال هو الحلقة المحورية في الحكم، وبالتالي يجب أن يحاط هذا الموقع بقدر كبير من الاستقرار، وإذا ثار لغط أو التباس على غرار ما حدث في آخر 3 أشهر من فترة حكم محمد حسني مبارك بشأن ترشحه من عدمه، فإن الإدارة السياسية تهتز: الالتباس حول موقع رئيس الجمهورية تسبب في حدوث نوع من الاضطراب النفسي في دوائر الحكم والرأي العام.