يوسف الشريف: اخترت أن أكون شريراً لأن «مفيش ملاك على الأرض»
برر يوسف الشريف تقديمه لشخصية «سيف» فى مسلسله «الصياد»، وهى الشخصية التى تحمل الكثير من الشر، بأنه لا وجود للملائكة على أرض الواقع، فكيف يجسدها على الشاشة. وأضاف «الشريف» لـ«الوطن» أنه يرفض الشخصيات المثالية ولا يقبل بالمسلمات، مشيراً إلى أنه كان يفكر فى فكرة «الصياد» منذ سنوات، رافضاً الاتهام الموجه للعمل بأنه مقتبس، وواصفاً من يقول هذا الكلام بأنه «جاهل».
مع يوسف الشريف، الذى يرى أن النفس البشرية تحمل الكثير من الأسرار، ويحاول أن يغوص داخلها عن طريق أعماله الدرامية، يدور هذا الحوار.
■ ما الذى وجدته فى «الصياد» لتشارك به هذا العام؟
- كنت أفكر فى فكرة مسلسل «الصياد»، منذ فترة طويلة، فأنا شخص أحب السهر، وعندما أكون بمفردى أظل أفكر كثيراً، والفكرة جاءتنى فى وقت كنت سهران فيه منذ عدة سنوات وظلت تختمر الفكرة وتتوسع.
من جهة أخرى كل ما عرض علىّ هذا العام كان قريباً، إلى حد كبير، من فكرة «اسم مؤقت» و«رقم مجهول»، ووصل عدد السيناريوهات التى عرضت علىّ إلى 48 سيناريو، وبالتالى لم أكن أرغب فى تكرار نفسى مرة أخرى، إلى أن استقررت على تنفيذ فكرة «الصياد»، فجلست مع الكاتب عمرو سمير عاطف وحاولت إقناعه بها، خاصة أن الفكرة خارج إطار حدود مسلمات الدراما فى شكل البطل الذى يجب أن يكون مثالياً أو يمثل الخير فقط، والحقيقة أن عمرو سمير عاطف أضاف للعمل، فالغنى الموجود فى المسلسل والخطوط الدرامية والشخصيات كلها تُحسب له.
■ اتُهم المسلسل بالاقتباس وهذه ليست المرة الأولى التى يُتهم بها عمل قدمته، فالعام الماضى أيضاً اتُهم «اسم مؤقت» والعام قبل الماضى اتُهم «رقم مجهول» بالاقتباس؟
- من يقول إن أى عمل يتم اقتباسه جاهل، التيم السينمائية فى العالم كله 25 تيمة، إذا نظرنا للأعمال التى قدمت سنجد أن أغلبها مقتبس، هناك «الكونت دى مونت كريستو» الذى قُدم أكثر من مرة بأشكال مختلفة، منها فيلم «أمير الانتقام»، وفيلم «أمير الدهاء»، وفيلم «واحد من الناس»، ومسلسل «المنتقم»، فكل هذه الأعمال تدور فى تيمة الانتقام، وقيل هذا العام إن «الصياد» مقتبس من 14 عملاً، لكن الفكرة هنا هى طريقة المعالجة نفسها، وكيفية الطرح، ذات مرة حضرت محاضرة للمخرج مارتن سكورسيزى، وقال فى المحاضرة إن كل أعماله التى قدمها مقتبسة من أعمال أخرى، يابانية وكورية وإيطالية، فعندما يقول أهم مخرج فى العالم هذا الكلام لماذا إذن هنا نهاجم الأعمال الناجحة؟!
■ هل تعتقد أن من أطلق فكرة أن عملك مقتبس يشعر بالغيرة منك؟
- هناك من لا يرغب فى توجيه التهنئة، ولا حابب هذا النجاح، لكن بالتأكيد من أطلق هذا الكلام أطلقه عن قصد، والحقيقة أن العمل غير مقتبس بالمرة.
■ فى كل أعمالك هناك من يمثل صوت الضمير، فى «الصياد».. صفاء الطوخى تمثل صوت ضميرك الذى تتحدث معه بصراحة، ما المقصود بذلك؟
- أحب فكرة ظهور شخص يمثل صوتاً أقوى من صوت شخصيات العمل، وليس بالضرورة أن يكون صوت الخير، هناك مثلاً الصوت الذى كان يتحدث فى التليفون فى «رقم مجهول» الذى كان يمثل صوت الشر، هذه الطريقة تساعد كثيراً درامياً كى لا تترك علامات استفهام عند الجمهور، وشخصية دكتورة «سحر» التى تجسدها صفاء الطوخى، أهم شخصية فى المسلسل، وهى الأقرب إلى قلبى.
■ «سيف» يحمل بداخله الكثير من الشر فلماذا قررت أن تكون شريراً هذا العام؟
- بالفعل هو يحمل الكثير من الشر، ورغم هذا الشر فإن الجمهور متعاطف مع الشخصية، بشكل كبير، والدور غنى وجميل لأننى لا أحب الشخصيات المثالية لأنها غير موجودة على أرض الواقع، لا يوجد ملاك على الأرض، إذن كيف نجسده على الشاشة.
■ حاولت فى العمل الغوص فى النفس البشربة لكن التشويق والإثارة طغيا على هذه الفكرة؟
- لدى دائماً هاجس حول فكرتين؛ الأولى «الغلطة الأولى»، وهذه «الغلطة» تحديداً تعد مدخلاً للشيطان، وهى أيضاً فكرة التنازل فى أول مرة عن مبدأ من المبادئ، والهاجس الثانى هو «التبرير» فى كل مرة يقدم «سيف» على جريمة قتل كان يبرر الجريمة، وهنا التبرير يعد من أعمال الشيطان، فليس معنى أن زوجته وابنته تم قتلهما بطريقة بشعة أن ينتقم بيده ويقتل من حوله، محنة «سيف» تعد اختباراً من الله، ورغم أنه اختبار قاسٍ فإنه استخدمه كتبرير لجرائمه، وهذا الفعل من الشيطان، أما بالنسبة لسؤالك فالمعنى موجود ولم يته وسط الإثارة والتشويق.
■ لماذا تميل إلى أعمال الغموض؟
- أحب هذه الأعمال، وعندما أقرأ أى سيناريو أضع نفسى مكان المشاهد وأراه كصورة قبل إبداء رأيى فيه، وأعتقد أن شهادتى مجروحة إلى حد ما لأننى بشكل شخصى أميل إلى هذه النوعية من الأعمال، وأحب «أشغل دماغى» أثناء مشاهدتى لهذه الأعمال، لكن ما يهمنى أكثر من أن يكون العمل غامضاً أن يكون العمل يليق بالمشاهد.