على أحد الأرصفة في شوارع مدينة طنطا بالغربية، يجلس كريم محمد، 65 عامًا، وأمامه عدة أدوات كهربائية يستخدمها في عمله الكهربائي، وبجانبه لافتة تصف عمله ليعرفه المارة، مرفقة بعبارة «لا للتنمر» مطالبًا من خلالها بعدم التعرض له بأي طريقة، أو النظر إليه على أنه يأتي أمرًا معيبًا، لأنه لا يملك قيمة استئجار محل للكهرباء.
الإقبال على طلبه في العمل بدأ يقل
منذ صغره تعلم المهنة وأتقنها حتى أصبح يعرفه المقاولون، ويسيتعينون به معهم في العمل الخاص بالمعمار، ولكن السنوات تمر وعمره يكبر حتى قل أداؤه وأصبح الطلب قليلًا عليه، وبعد فترة من المكوث في المنزل دون عمل، قرر «كريم» الخروج من بيته منذ 6 أشهر، وعرض نفسه للعمل من خلال الظهور على الأرصفة، وبدأ بصناعة زبائن جدد من خلال الرصيف، وتدريجيًا بدأ عمله يرجع مثل ما كان أو أقل قليلاً.
ويحكي «كريم»: «طول عمري من 50 سنة شغال كهربائي ومعرفش حاجة غيرها، ومريت بظروف وحشة آخر سنة خاصة إن بضاعتي كلها اتسرقت من فترة، وبدأ المقاولين ينسوني وميطلبونيش في الشغل لأن سني كبر ومبقيتش زي الأول، وقدرت إن أنا أشتري بضاعة جديدة وبدأت أقعد على الرصيف وزبايني عرفوني، وكتبت لا للتنمر عشان الناس متبصليش بطريقة غلط ويقولي مش لاقي شغل».
كريم: مش معايا فلوس أفتح محل
لم يستطع «كريم»، استئجار محل، خاصة أنه سوف يحتاج إلى عدة بضائع لا يملك ثمنها، فضلاً عن المبلغ الشهري الذي سيدفعه، حيث يروي أنه يخرج يوميًا من الساعة 10 صباحًا ولا يعود إلا الساعة 7 مساءًا، وفي تلك الفترة يكون ذهب إلى عمل واحد أو عملين، وأحيانًا يعود مثل ما خرج دون عمل.
يقول «كريم»: «مش معايا فلوس أفتح محل وكل يوم بخرج الصبح بقول لأولادي أنا رايح الشغل، ومحدش منهم يعرف إني بقعد على الرصيف وساعات أشتغل وممكن أرجع من غير شغل خالص».
تعليقات الفيسبوك