بروفايل| سامح شكرى.. الدماء الجديدة
فى أول اختبار له، أعلن عن أكبر حركة دبلوماسية فى تاريخ الوزارة، وأعاد سفراء من الخارج قبل إنهاء مدة عملهم المحددة، أربع سنوات، وذلك بعد الحركة الدبلوماسية التى تمت فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى.
وزير الخارجية سامح شكرى استطاع تغيير مناصب السفراء الذين لاقوا انتقادات واسعة واشتباهات فى انتمائهم فكرياً وتعاطفهم مع تنظيم الإخوان، خاصة فى باريس ولندن والأمم المتحدة، ليحل محلهم سفراء جدد ليس عليهم شبهات تماماً بانتمائهم للإخوان.
الضغط الشعبى والإعلامى أجبر وزير الخارجية، الذى وُلد عام 1952 ودرس الحقوق فى جامعة عين شمس، على مراجعة الحركة الدبلوماسية التى تم إعدادها فى الشهور الماضية قبل توليه المنصب، ليجرى تغييراته حسب رؤيته الشخصية التى تتناسب مع إرضاء مطالب الشارع المصرى.
تغييرات الحركة الدبلوماسية، التى شملت 30 سفيراً و8 قناصل، جاءت بعد أن رصد الكثير تعامل سفراء مصر فى بعض الدول، خاصة الأوروبية، بسلبية مع تظاهرات الإخوان المستمرة ضد مصر بعد ثورة 30 يونيو، والفشل فى إقناع الحكومات بتغيير صورتهم السلبية عن مصر دون زيارة مسئوليها إلى القاهرة.
التغييرات التى أجراها «شكرى» واعتمدها الرئيس عبدالفتاح السيسى لاقت استحسان المصريين وارتياح المدافعين عن صورة مصر فى الخارج، وعدد كبير من الجاليات المصرية فى الدول الأوروبية والأفريقية أيضاً.
وسعى «شكرى»، الذى عمل سفيراً لمصر فى الولايات المتحدة فى آخر 4 سنوات من خدمته بـ«الخارجية»، إلى زرع أصحاب الكفاءات والمهارات والشخصيات ذات القدرة على الإقناع فى المناصب الرفيعة والأبرز، خاصة مقر الأمم المتحدة فى نيويورك والمقر الأوروبى فى جنيف، بعد تزايد الانتقادات بشأن مندوبى مصر فى الأمم المتحدة وأدائهم الباهت أمام ممثلى دول العالم، حسب رؤية الكثير.
رغم نجاح وزير الخارجية فى اختبار الحركة الدبلوماسية، فإن اختبار وضع الرؤية لسياسة مصر الخارجية ما زال قائماً، فى ظل التوترات الجارية داخل قطاع غزة، وما تقوم به مصر من مفاوضات شاملة لإنهاء النزاع.
الجميع ينتظر من «شكرى»، الذى مثل مصر فى فريقها الدائم بالأمم المتحدة، أن يضع رؤية جديدة شاملة عميقة للسياسة الخارجية المصرية خلال السنوات المقبلة، بعد أن عادت لدورها العربى والأفريقى، وحان الوقت لوضع هذه الرؤية والتصور عاجلاً، لتكون مصر دولة المبادرات والقيادة الحقيقية وليست دولة «الدفاع والرد».
وسيساعد «شكرى» فى ذلك الهدف خبراته الواسعة فى سفارات مصر فى لندن وبيونس آيريس وبعثة مصر فى نيويورك وكونه رئيساً للقسم الخاص بالولايات المتحدة وكندا بالخارجية، ومندوباً فى المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف من 2005 حتى 2008، وسفيراً فى النمسا والممثل الدائم لدى المنظمات الدولية فى فيينا من 1999 حتى 2003.