كي لا يتكرر سيناريو «الراية البيضا».. استغاثة لإنقاذ أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية
لم يتخيل مثقفو الإسكندرية أن أحداث مسلسل «الراية البيضا»، الذي كتبه السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة، منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، ستصير واقعا وكابوسا يهدد أقدم المؤسسات الثقافية الأهلية في عروس البحر الأبيض المتوسط، حيث يتعرض «أتيليه الإسكندرية» للتهديد بالطرد من العقار وإخلاء المقر الأثري لصالح تغول ثقافة السوق على حساب ثقافة القيمة.
ومن هنا دعا مجلس إدارة أتيليه الإسكندرية، برئاسة الدكتور محمد رفيق خليل، المثقفين والفنانين للتضامن مع الأتيليه المهدد بالطرد والهدم بعد استخدام مالك العقار للمادة الدستورية التى تم تعديلها والتى تخول له الحصول على حكم بطرد الأتيليه من المقر الكائن بالأزاريطة بالإسكندرية.
وأضاف الدكتور خالد هنو، عضو مجلس إدارة الأتيليه، وأمين عام المؤتمر الذي يجري التجهيز له، في تصريحات لـ«الوطن»: كان هناك نزاعات قديمة بين الأتيليه والمالك منذ فترة ليتربح منه، والمالك استند على قرار المحكمة الدستورية وحصل على حكم بالطرد منذ أيام قليل، استنادا إلى المادة التي ألغتها المحكمة الدستورية العليا في 2018، بعدم دستورية صدور الفقرة الأولى من المادة (18) من القانون رقم 136 لسنة 1981، بشأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، فيما تضمنه من إطلاق عبارة: «لا يجوز للمؤجر أن يطلب إخلاء المكان، ولو انتهت المدة المتفق عليها في العقد»، لتشمل عقود إيجار الأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتبارية، لاستعمالها في غير غرض السكن.
وأضاف «هنو»: لا نريد أن نخسر الأتيليه الذى يعتبر تاريخا، والمبنى يعود تاريخه إلى القرن الـ 19، كما أن المبنى مسجل كأثر، وعمره يتجاوز مائة عام، بل وهو أقدم الجمعيات الثقافية فى مصر، ولا يمكن أن يحافظ على المبنى إلا الفنانون، وأتيليه الإسكندرية أنشأه الفنان محمد ناجي فى 1934، أى قبل أتيليه القاهرة بنحو 20 سنة.
وعن الحل تابع «هنو»: نسعى لتحويل القضية إلى قضية رأي عام، لن يقبل المثقفون بضياع الأتيليه الذى يعتبر جزءا مهما من تاريخ وثقافة مصر، نجهز لعمل مؤتمر حاشد خلال أيام قليلة لجمع نخبة كبيرة من المثقفين من القاهرة والإسكندرية وكل مكان للتضامن مع الاتيليه، وللاحتجاج على ما يتعرض له الأتيليه، ونناشد رئيس الوزراء بالتدخل لإنقاذ الأتيليه، وما تتعرض له المؤسسات الثقافية الأهلية، منوها بأن الأتيليه مؤسسة أهلية محترمة، «ندفع من جيوبنا لاستمرار أنشطته».
وواصل: سنقوم بعمل استئناف، لكن المحامى يؤكد أن المالك مستند إلى مادة واضحة في القانون، لكن لو عاد العقار للمالك فغالبا سيتحايل على سحب الملف من الآثار ويتم هدمه أو تأجيره لمؤسسة اسثمارية تدفع ملايين الجنيهات.
ولفت إلى أن أتيليه الإسكندرية لا يقتصر على الفن التشكيلي، ولكنه يهتم بتقديم مختلف ألوان الفنون والثقافة مثل أفلام السينما ومناقشة كتب، والمبنى مكون من طابقين، وبدروم كان يتم عمل ورش فنية مختلفة فى البدروم، هذا غير الفعاليات الفنية والثقافية التى يتم عملها في المكان.