اليوم.. ذكرى وفاة يوسف شاهين.. كبير المخرجين العرب وعدو السلام مع إسرائيل
رحل المخرج الكبير، يوسف شاهين، في مثل هذا اليوم، 27 يوليو عام 2008، مخلفًا رصيدًا من الأعمال السينمائية الرائعة المحفورة في أذهان الجميع حتى الآن، حيث أضاف شاهين للسينما المصرية طعمًا آخر، واتخذ من حرية التعبير أسلوبًا له.
يوسف جبرائيل شاهين، أو "جو" كما أطلق عليه أقاربه وأصدقاؤه، نشأ في أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، لأب من أصول لبنانية وأم من جذور يونانية، ترعرع يوسف بمدينة الإسكندرية، وبعد أن أتم دراسته الجامعية سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة فنون المسرح في معهد "باسادينا" المسرحي.
بدأ يوسف شاهين تاريخه السينمائي كمساعد مصور، الفرصة التي فتحت له أبواب الفن على مصراعيها، حيث قام بإخراج أول فيلم سينمائي "بابا أمين" عام 1949، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، كما شارك ثاني أعماله " ابن النيل" بمهرجان "كان" لكونه مختلفًا عن لغة السينما المصرية آنذاك.
ظلت إطلالات يوسف شاهين المبدعة ممتدة على مدار 60عامًا، أفرز خلالها ما يقرب من 40 فيلمًا، ونال، خلال مشواره الفني، العديد من الجوائز المحلية والعالمية كما كرّمه عدد من المهرجانات العربية والأجنبية.
وتعددت أقوال الصحف الأجنبية بعد وفاة يوسف شاهين، حيث وصفته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بأنه واحد من أهم شخصيات السينما العربية، وأنه من صانعي الأفلام الأكثر أهمية في العالم، وأشارت إلى أن هناك العديد من العقبات التي استقطبت مسيرته من جانب القوى السياسية والدينية وذلك لجرأة الأفكار التي تناولها خلال أفلامه، وأضافت أن شاهين حصل على جائزة عن مجمل أعماله الفنية بمهرجان "كان" الفرنسي عام 1997، كما أطلق عليه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لقب "المدافع المتحمس عن حرية التعبير".
ونشرت الصحيفة البريطانية "الجارديان" كلمات عديدة تمجيدًا لما أضافه يوسف شاهين للسينما العربية والعالمية، فقالت إن معظم أفلام يوسف شاهين تعرض أفكارًا معادية للإمبريالية والأصولية كما يضفي روحًا حية من خلال مشاهد الغناء والرقص المميزة والتي صنع من خلالها تاريخ مصر السينمائي الحديث.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تقدير أعماله الفنية من قبل المخرجيين الأجانب وبالأخص الفرنسيين كان، في المقابل، يتعرض لاضطهاد وتهديدات من متطرفين داخل المجتمع الإسلامي، ووصفت الصحيفة يوسف شاهين بأنه أعظم مخرج في تاريخ السينما العربية، وكان "باب الحديد" من أبرز افلامه والمعروف في بريطانيا باسم "محطة مصر" والذي أحرز المرتبة الثانية بقائمة أروع الأفلام في تاريخ السينما العالمية، كما عبرت عن أسفها لعدم تبجيل تاريخه السينمائي في العالم العربي إلا بعد وفاته.
وأخذت صحيفة "تليجراف" البريطانية، تتحدث عن المجالات التي اقتحمها يوسف شاهين بكل جراءة وحسم، كانت قضيته الأساسية هي نضال الفقراء والطبقة المتوسطة وسط القهر السياسي والاجتماعي، وكذلك اهتمامه العميق بتاريخ المجتمع المصري والشرق الأوسط، وذكرت أنه كان يرمز إلى الليبرالية في جميع أفلامه وضد الفكر الإسلامي السياسي والسياسة الخارجية الأمريكية وأكدت أنه لعب دورًا مهمًا في الحياة الثقافية المصرية.
كما تناولت الصحافة الإسرائيلية خبر وفاة المخرج المصري واصفة إياه بكبير المخرجين العرب منذ عام 1950، حيث ذكرت صحيفة "معاريف"، أنه كان من المعارضين الكبار للسلام بين مصر وإسرائيل.
وأرجعت الصحيفة الإسرائيلية كونه أكبر المخرجين نظرًا لأنه أخرج أكثر من 40 فيلمًا طويلًا بعد دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية.
فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن أفلامه تميزت بانتقاد النظام والفصائل الراديكالية.