القطارات فى العيد: ما يفسده الإخوان يصلحه رفع سعر البنزين.. ولا عزاء لـ«الميكروباص»
محطات خاوية، العاملون «خارج نطاق الخدمة» رغم موسم الأعياد، يسارع سائقو الميكروباصات فى «أكل الجو» من محطة السكة الحديد استغلالاً لتوقف حركة القطارات، مجموعة مشاهد مستقطعة من العام الماضى أصبحت فى خبر كان، بعد أن انقلب السحر على الساحر ولعب سائقو القطارات والميكروباصات هذا العام «الكراسى الموسيقية»، ليتبدل الحال بمن كان له نصيب الأسد بآخر أقل دخلاً يلهث وراء راكب لساعات متأخرة من الليل بعد أن ارتفع الدعم الذى ارتفعت معه أسهم الإقبال على استقلال القطارات ثأراً من استغلال سائقى الميكروباص لهم السنة الماضية بسبب قطع الطريق واعتصام الإخوان.
يجد نفسه مضطراً لتحمل الدرجة الأدنى من القطار فى سبيل التهرب من دفع 25 جنيهاً أجرة للميكروباص، رجب محمد (48 عاماً) موظف بشركة الكهرباء بالإسكندرية يتكبد مشقة السفر ذهاباً وإياباً بعد أن رفضت الأسرة الانتقال إلى محل عمله «بيتهم وحياتهم هنا فبضطر أسافر مرتين فى الأسبوع ولما كنت بركب ميكروباص السنة اللى فاتت كان خراب بيوت ودلوقتى بقى لما الأجرة زادت هصرف كام»، يجد الأب الخمسينى أن الـ10 جنيهات التى سيدفعها ثمناً لتذكرة القطار أفضل من الضعف فى الميكروباص الذى يوفر له السلامة «السكة الحديد اللى يركبها عشان يرتاح لازم يبقى فى الدرجة الأولى المكيفة، لكن اللى أنا بركبها حالتها صعبة ولولا إن الراتب خس النص ومش حمل مصاريف كنت ركبتها ما باليد حيلة».
رغم يقينه بأن الميكروباص أسرع وآمن بالنسبة لحركة القطارات التى شهدت حوادث عديدة بسبب الإهمال فى المراقبة على المزلقانات إلا أن أيمن عادل (29 عاماً) وزوجته مضطران إلى ركوب القطار متحملين ساعات شاقة وموحشة بين الركاب المكدسين بعضهم فوق بعض بسبب ضيق ذات اليد وعدم تحمل نفقات سيارات الميكروباص «دى عاوزة ميزانية لوحدها، كنت بركبها بـ48 جنيه دلوقتى بقت الضعف ومفيش لا مراقبين ولا هباب، ده ضحك على الدقون، وأنا راجل على قد حالى لما ادفع 20 جنيه ليا ولمراتى، أحسن ما ادفع فوق 100، آه بوصل قبل القطر بكتير بس برضه العيد لازمه مصاريف»، لا يتمنى الزوج العشرينى سوى التطوير فى عربات القطار «عشان نبقى مطمنين».
نفس السبب جعل «أشرف حسن» المسافر إلى الإسكندرية يجبر أسرته وأصدقاءه على استقلال القطار بدلاً من الميكروباص «فلوسنا للإجازة والعيد، ومش هقطع منها الربع عشان خاطر أركب ميكروباص بـ32 جنيه، ده حتى حرام ساعتين أدفع فيها للنفر المبلغ ده، وإحنا لازم نحارب الغلاء بالطريقة اللى نقدر عليها وهى اختيار الوسيلة الأرخص والأوفر»، كما أكد الأب الثلاثينى أن السنة الماضية كانت «شؤم» بسبب الإضرابات التى اضطرته لركوب الميكروباص «إحنا شُفنا أسوأ استغلال منهم وكان النظام تدفع اللى نقول لك عليه وإذا كان عجبك لكن داين تدان والأيام دوارة أهو الأسعار زادت والموقف بيهش».
على الجهة المقابلة لمحطة السكة الحديد، وقف محمد صالح منادياً على خط سيره من موقف أحمد حلمى إلى بنها، فى انتظار راكب يروى ظمأه طوال الـ 4 ساعات الماضية التى شهدت حالة ركود فى الموقف بسبب إقبال المسافرين على القطارات بدلاً من الميكروباص بعد زيادة أسعار التعريفة ورفع الدعم عن البنزين «الراكب بيوفر على نفسه وياخد القطار ويقول لك أحسن من الزحمة»، يرصد «صالح» نسبة انخفاض الإقبال على سيارته بعكس السنة الماضية بسبب إضرابات السكة الحديد واعتصام الإخوان بميدان رابعة العدوية وإيقاف حركة القطارات «كنت بعمل بدل الدور 3 وممكن 4، والناس كانت مضطرة، الأجرة كانت 12 جنيه، ودلوقتى لما زادت جنيه محدش بقى معبرنا وفى نفس الوقت الناس بتوع الكارتة مش بيرحمونا وبعد ما كانت بـ2 جنيه بقت بـ10 وأحياناً فى مواقف تانية 40 جنيه فى الدور الواحد أصرف على نفسى ولاّ على الكارتة ولاّ على عَمرة العربية.. بس الرزق ده بتاع ربنا».
السكة الحديد تتخذ إجراءات أمنية مكثفة، لاستيعاب الأعداد المضاعفة فى موسم الأعياد، قالها أحد العاملين بالسكة الحديد، مؤكداً أن الأعداد التى تشهدها المحطة لم يرها منذ أن بدأت الثورة «حركة القطار رجعت للانتعاش وفيه تأمينات مشددة فى كل المحطات عشان نوفر السيولة المرورية، وفيه تأمين عالى وتنسيق على حركة المزلقانات عشان العيد يعدّى بسلام»، يسند الموظف الخمسينى أسباب الكثافة العددية على «تعريفة الميكروباص» التى سمحت للقطار أن يعود لسابق عهده، مؤكداً أنه فى حالة استمرار غلاء الأسعار «الميكروباص مش هياكل عيش والضغط هيزيد علينا».