«شرطى المرور».. إشارة العيد لونها أخضر
سنوات يقف فى نفس المكان، يقضى عمله المكلف به، سنوات وهو بعيد عن أسرته فى أول أيام العيد، لم يعد الماضى حليف الحاضر، فالوضع تبدل وارتدى البذلة العسكرية، ليكون ضمن رجال المرور المكلفين بتنظيم الطريق فى أحد شوارع منطقة الدقى فى الجيزة.
يقف تامر سعيد الذى يعمل أمين شرطة فى إدارة المرور، بإشارة نادى الصيد بالدقى منذ 10 سنوات، يعرفه الكثيرون، ويلقون عليه التحية كل يوم فى الصباح، تربط بينه وبينهم علاقة مودة ومحبة لكل من يعرفه، يشعر بسعادة فى العيد عندما يرى الناس قائلاً «أنا بحس إن أنا فى عيد لما بشوف الناس فى الشارع ومبسوطة وفرحانة بالعيد».
يقول «تامر» الذى يبلغ من العمر 31 سنة، إنه يعمل أمين شرطة منذ 11 سنة، وإن عمله فى العيد يكون دائماً فى أول وثانى أيام العيد، حتى إن ذلك يمنعه من أداء صلاة العيد كما كان فى الماضى، قبل أن يرتدى بذلته العسكرية ويقف كرجل مرور فى الشارع.
يتحدث «تامر» عن أيام العيد فى المنطقة التى يعمل بها، ويقول إن أهم ما يلاحظه هو الازدحام الشديد نحو المطاعم والكافيهات، ولكن أسوأ المشاهد التى تضايقه فى عمله، هو كثرة الشباب الصغير فى السن، الذى يقود «موتوسيكلات» بأعداد كبيرة فى الشارع ويسيرون فى الاتجاه المعاكس، وأنه يحاول دائماً ألا يقع شجار بينه وبينهم، فيستخدم أسلوب الحوار، ومنهم من يعرفه فيستجيب له ويأخذ باقى المجموعة المصاحبة له.
يقول «تامر» إن عيد الفطر له طابع خاص، خاصة أنه يأتى كراحة بعد أيام التعب فى العمل أثناء شهر رمضان، ودرجة الحرارة العالية أثناء النهار، قائلاً «الواحد بيخلص شهر رمضان بيبقى نفسه يرتاح وياخد أجازة، لكن بنضطر ننزل أول يوم العيد عشان ده شغلنا».
يعمل «تامر» أثناء أيام العيد من الساعة 7 صباحاً حتى 3 عصراً، ولا يستطيع أن يلحق بإفطار أول أيام العيد مع والديه وإخوته، مفتقداً ذلك التجمع على مائدة الإفطار، لكنه يحاول أن يلحق بهم ويتناول وجبة الغداء معهم، قائلاً «أنا وحشانى جداً لمة الصحاب فى أول يوم العيد واللمة مع أهلى الصبح بدرى، لكن نصيبى إنى رجل شرطة، لكن لما باخد اجازة بقعد معاهم فى البيت».
أثناء النصف الثانى من اليوم يقف ياسر فتحى الذى يبلغ من العمر 38 سنة، يعمل فى نفس إشارة المرور مع زميله تامر، ولكن «ياسر» رجل متزوج ولديه 3 أطفال، يشعر دائماً بالتقصير نحو زوجته وأولاده، فالأسرة البسيطة تتذمر نتيجة عدم وجود أبيهم بينهم أثناء العيد، فطبيعة عمله تجعله بعيداً عنهم معظم أوقات السنة، عندما يأتى العيد تكون فرحة بالنسبة لهم، فهو فرصة حتى يجتمعوا مع أبيهم ويخرجوا معه للتنزه فى إجازة العيد.
يقول «ياسر» إنه يقضى صباح أول أيام العيد بين أولاده ويأخذهم إلى صلاة العيد، وعند الظهيرة يترك «ياسر» بيته متجهاً إلى عمله، حتى يعود فى المساء لهم والجلوس بينهم، يقول «ياسر» إن فرحة أولاده الحقيقية عندما يأخذ أيام الإجازة ويخرجهم فى فسحة بأحد الحدائق، أو زيارة والديه فى مسقط رأسه بمحافظة بنى سويف، قائلاً «أهم حاجة فى اجازة العيد إنى أفضل مع ولادى وأروح أزور أمى وأبى فى البلد».