الحكومة والأهالي «إيد واحدة» في هدم منزل مائل: مدرسة للإيواء وتعويضات
6 أسر كانت تقطن في المنزل المكون من 3 طوابق وفوجئوا بسقوط أجزاء منه
إزالة منزل في كفر الشيخ
مواطنون كبارا وصغارا.. شبابا ومسنون، أطفالا ونساء، متراصون على حافتي الطريق بقرية زوبع، التابعة لمركز الحامول في كفر الشيخ، يحاولون مساعدة قوات الحماية المدنية، خلال إزالة منزل عائلة عبد الموجود، المكون من 3 طوابق، الذي فوجئ ساكنوه وبدون سابق إنذار بميله وتساقط أجزاءً منه، فبادروا بإبلاغ كافة الجهات التنفيذية لاتخاذ اللازم حفاظا على حياتهم وحياة جيرانهم.. كان ذلك هو المشهد أمام منزل الحاج عبد الموجود سلوم الغيطاني، الذي ظل لمدة تجاوزت الـ12 ساعة متواصلة.
ولم يكتف أهالي القرية بالـ«فرجة»، بل شاركوا في إخلاء المنزل الأثاث والأغراض من داخل المنزل المكون من 3 طوابق، فالأطفال وقفوا يساعدون الكبار، والسيدات وقفن إلى جوار الأسر الـ6 التي كانت تقطن المنزل، حيث بادرت بإعداد المأكولات لهم ولضيوفهم طوال اليوم.
بدورها أيضا، لم تقف الحكومة صامتة، بل قرر اللواء جمال نور الدين، تحريك كافة الأجهزة المعنية إلى هناك، حيث جرى إخلاء مدرسة التعليم الأساسي المقابلة للمنزل الذي وقعت أجزاء منه وفرشها وتأثيثها لإيواء الأسر الـ6، ليضرب الجميع مثالاً محترما ومحترفا في التعامل «الحكومة والأهالي أيد واحدة في الحزن قبل الفرح».
عبد الموجود: «فوجئنا بحدوث ميل فتواصلنا مع الحكومة»
وقبل ساعات كانت أسرة عبد الموجود، وأسرة شقيقه المتوفي وأبنائهما يعيشون في منزل واحد مكون من 3 طوابق، به 6 شقق سكنية جميعها يقطنها الأهل وأبنائهم المتزوجين، دون أي قلق أو خوف، يذهبون صباحا إلى أرضهم الزراعية وإلى أشغالهم، وفجأة في ساعة متاخرة من ليلة أمس، شعر الجميع بهزة فرجحوا أن تكون هزة أرضية لكنهم فوجئوا بسقوط أجزاء من أسفل المنزل، وفي الصباح الباكر تبين ميل المنزل فأبلغوا الجهات المعنية، وفق كبير العائلة الحاج عبد الموجود، لـ« الوطن».
يقول عبد الموجود، «هو بيت بنيناه زي أي بيت من حوالي 15 سنة، ورممناه وجوزنا فيه عيالنا، وكنا عايشين في آمان، وفي ساعات قليلة، حسينا بهزة وبعدها ميل وسقوط أجزاء منه، فبلغنا جمال يونس، رئيس مجلس ومدينة الحامول».
وبحزن وألم على ما أحل به، وقف الرجل الستيني، إلى جوار القوات والأهالي وهم يخلون المنزل من كافة الأثاث والأغراض، ولم يستطع المشاركة معهم، من شدة حزنه على مصير عائلته بعد فقد منزلهم الوحيد، «علطول جت قوات دفاع مدني والدنيا اتقلبت والحكومة كانت موجودة والإسعاف كمان، ومن الصبح وهما بدأوا يخلوا البيت وأزالوه كله والحكومة مسابتناش، وفرولنا إقامة بالمدرسة المقابلة لمنزلنا في الاتجاه التاني، لكن المصيبة كبيرة علينا، إحنا 6 أسر كاملة بأكثر من 40 فرد ما بين كبار وسيدات واطفال».
وبحسب عبد الموجود، فأن أفراد أسرته وأسرة شقيقه نجوا من كارثة محققة، «الحمدلله رغم الألم بس إحنا نجونا من كارثة، الأهالي كان ليهم الفضل في مساعدتنا، الأطفال كانوا بيساعدوا والكبار كانوا بيؤازرونا، والسيدات لم يتركونا، وأن شاء الله نبدأ في إعادة بناء البيت بمساعدة الجميع».
التضامن الاجتماعي تصرف تعويضات فورية وتؤثث مدرسة لإيوائهم
ولم تقصر الدولة مع عائلة عبد الموجود، بل تواجدت كافة الأجهزة الأمنية والتنفيذية طوال اليوم، للإشراف على إيواء الأسر الـ6، وصرف تعويضات لهم، بحسب جمال يونس، رئيس مركز ومدينة الحامول، لـ« الوطن»، «بلغت المحافظ فورا، وجه باتخاذ اللازم، عملنا لجنة طارئة لإزالة المنشآت الآيلة للسقوط، وتوجهت الحماية المدنية والدفاع المدني والشرطة وجرى فرض كردون أمنى بجوار المنزل، وإخلاؤه من الأثاث عن طريق أهالي القرية المحبين للخير، وتبين أنه منزل مكون من 3 طوابق، وقديم، يعيش فيه 3 أسر، وأكلته الرطوبة، ورممه الأهالي بسيراميك ودهان جديد، ومع العوامل الجوية، والضغط بدأت أجزاء من المنزل في السقوط، وذهبنا إلى هناك ومعنا فرق من التضامن الاجتماعي لإيواء الأسر».
وأضاف يونس، «أخلينا المدرسة المقابلة والتضامن جابت أثاث وفرشناها بـ30 سرير وكل مستلزمات الحياة لإيواء الأسر الـ6، فضلاً عن صرف تعويضات فورية بواقع 3 آلاف جينه للأسرة، وهدمنا المنزل وسنسرع إجراءات الحصول على رخصة إحلال وتجديد حتى يبدأوا في بناءه مرة آخرى، ومتواجدون بجانب الأسر حتى النهاية بتعليمات محافظ كفر الشيخ».