إسرائيل تستهدف معاقل «حماس».. وثلاثة قتلى مدنيين إسرائيليين «بيد القسام»
استهدفت الطائرات الحربية والدبابات والزوارق البحرية الإسرائيلية رموز سيطرة «حماس» على قطاع غزة صباح أمس، فى أعنف قصف ليلى يتعرض له القطاع فى الأسابيع الثلاثة من الحرب الإسرائيلية، حيث أغارت طائرات حربية إسرائيلية، فجر أمس، على منزل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، فى مخيم «الشاطئ» للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، وذكر شهود عيان أن «الطائرات الحربية أطلقت صاروخين على المنزل ما أدى إلى دمار كبير وأضرار فى عدد من المنازل المجاورة».
وفضلاً عن استهداف منزل «هنية»، استهدف الطيران الإسرائيلى أيضاً مكاتب حكومية والمقر العام لقناة «الأقصى» الفضائية، وارتفعت سحب الدخان فوق مبنى «الشروق» وسط «غزة»، الذى يضم مكاتب فضائية «الأقصى» التابعة لحركة «حماس».
وأطلقت القوات الإسرائيلية المئات من قنابل التنوير لتحيل ليل «غزة» إلى نهار، ومع حلول فجر أمس كانت ثمة سحابة كثيفة من الغبار ناجمة عن الانفجارات معلقة فى سماء غزة، وأعلن مسئول صحى فلسطينى أن حصيلة ضحايا الحرب فى غزة بلغت 1110 شهداء حتى الآن. كما أفاد المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء بغزة بأن قذيفتى دبابة إسرائيلية ضربتا صهريج وقود بمحطة الطاقة الوحيدة فى قطاع غزة، وأعلنت سلطة الطاقة فى قطاع غزة، أمس، عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة فى القطاع بسبب القصف الإسرائيلى.[FirstQuote]
ومع استمرار القصف الإسرائيلى لقطاع غزة للأسبوع الثالث على التوالى، استشهدت امرأة وأصيب سبعة فلسطينيين آخرين بجروح فى قصف إسرائيلى استهدف، فجر أمس، منزلاً فى خان يونس فى جنوب قطاع غزة، واستشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم امرأة مسنة فى غارتين جويتين استهدفتا وسط القطاع، كما استشهد مواطنان على الأقل وأصيب خمسة آخرون فى قصف عدوانى استهدف منزل أنيس أبوسمالة، رئيس بلدية «الزوايدة»، فى وسط قطاع غزة.
وصرح مصدر أمنى لوكالة «فرانس برس» بأن خمسة مقاتلين من قطاع غزة استشهدوا فى اشتباك مسلح مع القوات الإسرائيلية فى جنوب إسرائيل أمس الأول، وقال الجيش الإسرائيلى إن مسلحين من غزة اخترقوا إسرائيل وتسللوا إليها عبر نفق يمر من تحت الحدود بين غزة وإسرائيل وقاموا بفتح النار على جنود، وقال بيان الجيش، أمس الأول، إن البحث عن المسلحين ما زال جارياً، لكنه لم يضف تفاصيل أخرى.
وفى المقابل، قال الجيش الإسرائيلى إن تسعة من جنوده قُتلوا فى هجمات منفصلة فى القتال الدائر بغزة، وقال إن أربعة جنود قتلوا بقذيفة «هاون» أمس الأول، وخمسة آخرين قُتلوا فى معارك بالقطاع، ويرفع الإعلان الجديد للجيش الإسرائيلى حصيلة القتلى بين الجنود الإسرائيليين إلى 53 جندياً، وكان ثلاثة مدنيين قُتلوا من الجانب الإسرائيلى أيضاً، بعد مقتل أربعة أشخاص فى جنوب إسرائيل نتيجة سقوط قذائف «هاون» أُطلقت من غزة، وبعث الجيش الإسرائيلى برسائل إلى آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون فى أحياء فى محيط مدينة غزة يطلب منهم فيها مغادرة منازلهم فوراً، وجاء فى بيان للجيش «تم إجراء اتصالات هاتفية وإرسال رسائل نصية إلى السكان المدنيين فى أحياء الشجاعية والزيتون وجباليا لدعوتهم إلى إخلاء منازلهم فوراً والتوجه إلى وسط مدينة غزة». وبعد ذلك بوقت قصير، أرسل الجيش الإسرائيلى رسائل نصية إلى السكان المدنيين فى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع يبلغهم فيها بضرورة إخلاء منازلهم. وبدوره، أبلغ رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى، بينى جانتز، المدنيين فى غزة بضرورة الابتعاد عن «حماس»، وقال إنه «على سكان غزة الابتعاد عن المناطق التى تنشط فيها حماس لأننا سنصل إليها وسيكون ذلك موجعاً».
وتبنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، مسئوليتها عن القصف الذى أدى إلى مقتل أربعة أشخاص فى إسرائيل أمس الأول، وكانت الكتائب قالت فى وقت سابق إنها قصفت «منطقة الحشودات شرق بيت حانون بخمس قذائف هاون 120. كما أعلنت الكتائب مسئوليتها عن قصف مدينة «عسقلان»، وقالت كتائب «القسام» فى بيان عسكرى إنها «قصفت عسقلان بعشرة صواريخ جراد».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إن على إسرائيل أن تكون مستعدة لحملة عسكرية «طويلة» على قطاع غزة، وأضاف فى كلمة على الهواء مباشرة: «يجب أن نكون مستعدين لحملة طويلة فى غزة»، مضيفاً أن «المواطنين الإسرائيليين لا يمكنهم أن يعيشوا تحت تهديد الصواريخ وأنفاق الموت.. لن ننهى العملية دون تدمير الأنفاق التى هدفها الوحيد قتل مواطنينا». وأفادت مصادر أمنية لبنانية أن قوات الاحتلال الإسرائيلى ألقت، أمس الأول، قنابل مضيئة فوق بلدات «عيتا الشعب» و«رامية» فى قضاء «بنت جبيل».
وحول الصفقة العسكرية السرية بين حركة «حماس» وكوريا الشمالية، نفت كوريا الشمالية ما ورد فى مقالات صحفية أكدت أنها تنقل صواريخ إلى حركة «حماس» فى قطاع غزة ومعدات عسكرية إلى «حزب الله»، مؤكدة أن هذه المعلومات «تلفيق» و«محاولة مريبة» لإقحامها فى النزاعات فى الشرق الأوسط، وصدر هذا النفى فى بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، أمس الأول. وتابع البيان أن «هذه الدعاية المريبة تخفى محاولة من الولايات المتحدة لتبرير أفعالها الإجرامية دعماً لإسرائيل». وعلى الصعيد الدولى، أعلنت مستشارة الأمن القومى الأمريكى، سوزان رايس، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما طلب من «الكونجرس» 225 مليون دولار، لتعزيز القبة الحديدية الإسرائيلية لاعتراض الصواريخ، ونقل راديو «سوا» الأمريكى عن «رايس» قولها: «كلف الرئيس وزير الدفاع بإبلاغ الكونجرس الأسبوع الماضى بدعمنا لمساعدات إضافية بقيمة 225 مليون دولار لتسريع إنتاج مكونات القبة الحديدية فى إسرائيل هذا العام والحفاظ على مخزون إسرائيل من الصواريخ الدفاعية الموجهة». وجددت مستشارة الأمن القومى عهد بلادها لإسرائيل، قائلة: «التزامنا بحماية التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل ما زال بلا حدود، اسألوا جنرالات إسرائيل، مساعداتنا الأمنية لإسرائيل فى أعلى مستوياتها»، وأكدت «رايس» على ضرورة وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، أمس الأول، إن الجهود الدولية التى تُبذل فى محاولة للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس» ينبغى أن تؤدى إلى نزع سلاح «حماس». وفور وصوله من مهمة فاشلة فى الشرق الأوسط لفرض وقف لإطلاق النار اعتبر «كيرى» أن «أى عملية لحل الأزمة فى غزة بطريقة دائمة ومهمة ينبغى أن تؤدى إلى نزع سلاح حماس وكل المجموعات الإرهابية»، مؤكداً أنه سيواصل العمل «على وضع اتفاق لوقف إطلاق نار إنسانى من دون شروط». وقال جون بينر، رئيس مجلس النواب الأمريكى، إنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون شريكاً قوياً وحليفاً موثوقاً به لإسرائيل، وليس مجرد وسيط سلام أو مراقب له.
وغضبت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس الأول، بسبب سيل الانتقادات الإسرائيلية لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ومساعدته الأخيرة فى الخروج بهدنة وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس»، واتهمت البعض فى إسرائيل بشن «حملة تضليل» ضد أعلى دبلوماسى أمريكى.