«الريسة».. الليل نهار بـ«أضواء القنابل الكاشفة»
«الأمين»: المنطقة تحولت لـ«ثكنة عسكرية» والتفتيش يصل لأكياس القمامة.. والأم: «مجند مرووش» كان يضرب النار على البدو وهم يمشون على الرمل
الحاجة سلوى تقطع نصف كيلو سيراً على قدميها إلى منزلها: «التاكسى بيخاف يعدى على الكمين»
«أم محمد»: «نار الكمين ولا جنة التكفيريين».. والظهور فى الشرفات وأسطح المنازل ممنوع من الساعة 4
«منصور»: كمين الريسة «7 نجوم» واتسعت رقعته بعد «30 يونيو».. وأطفال الحى يبكون على الشهداء
الكمين جعل من المنطقة «ثكنة عسكرية».. والتكفيريون يؤجرون «البلطجية» لإطلاق النار عليه
سيارات التكفيريين كانت تعبر من الكمين «آمنة» فى عهد «مرسى» دون أن يجرؤ أحد على إيقافها
وسط أحد دروب الصحراء وعلى بعد كيلو واحد من كمين الريسة، جنوب مدينة العريش، يقف الشيخ سليمان العنازين برفقة زوجته وولديه الصغيرين «يحيى» و«يونس»، يرعى الإبل.. ثلاثة جمال يقتات منها.. يهش «يحيى» أحدها، يلاحق واحداً ويترك الآخر ليأكل من خشاش الأرض، حتى تتنامى إلى مسامعهم أصوات طلقات نارية هنا وهناك.[SecondImage]
تهرع زوجته إلى طفلها «يونس» الجالس بين أقدام الإبل، تقترب الطلقات أكثر فأكثر، وتتسارع أيادى الأم المتلهفة تلتقط وليدها، ومعها تسكن الطلقة موضع الأقدام.. تلاحق صرخاتها أصوات الطلقات المتبادلة بشكل عشوائى، وعلى مقربة منها يحاول «يحيى» فك وثاق الإبل.. يفشل من فرط التوتر.. يتحرك الشيخ زاحفاً نحوه، يخشى أن يرفع رأسه فتطاله إحدى الطلقات، يصل إلى أقدام الإبل، يزيح نجله إلى المنحدر الجبلى ويفك وثاق الجمال، قبل أن تستقر رصاصة أخرى تحت أقدامهم.
يستمر زحف العائلة البدوية إلى المنحدر الجبلى هرباً من الطلقات المتلاحقة.. «الموقف اللى اتعرضت له ده عدّى على خير لكن تخيَّّل معايا لو لا قدر الله ابنى انصاب أو اتقتل فى الحادثة، كنت تحوّلت من قاضٍ عرفى يفصل بين الناس ويعطيهم حقوقهم لتكفيرى بيلثم وشه ويشيل السلاح وكل ما أسعى إليه قتل رجال الشرطة والجيش، لأنهم فى نظرى قتلوا ابنى بدون ذنب.. ومن هنا بيتولد الإرهاب والعنف فى سينا».[FirstQuote]
تمضى الشهور، وتتجدد لدى «أبويحيى» ذكرى الواقعة التى كان الموت فيها تحت أقدام طفليه، اللذين رُزق بهما بعدما بلغ العقد السادس من عمره، فسمّى أولهما «يحيى» تيمناً بنبى الله «يحيى» ابن النبى «زكريا» عليهما السلام.. يخرج قاصداً جلسة يفصل فيها بين الحق والباطل، وفقاً لقوانينهم العرفية، يقرر أحدهم توصيله إلى منزله، يقترب من كمين الريسة ومعه يظهر المشهد الدائم.. منازل غير مكتملة البناء، بعضها من الطوب الأحمر وأخرى من الطوب الحجرى، بينها مساحات شاسعة من الفراغ يشكل داخلها اللون الأخضر لبعض الحشائش المتناثرة مغايراً لصفار الصحراء المحيط بالمنطقة من كل جانب والكثبان الرملية.. أصوات ارتطام النوافذ من شدة تيارات الهواء يختلط بهدير محركات السيارات الذى يهدأ مع اقترابه من الكمين رويداً رويداً.. علمان لمصر يرفرفان فى واجهة الكمين، وجندى يصدر إشارات بيده للتوقف قبل الاقتراب من الكمين، وإشارات أرضية لتحويل جهة السيارات عن الكمين إلى طريق متعرج على مبعدة من أفراده، ينتهى بالسيارة من التفتيش وتخرج إلى طريقها.
ينتصف النهار، وتقترب العربة وبداخلها الشيخ «أبويحيى» من الكمين.. عجلات العربة تتسارع وتقترب من الكمين، وقبل أمتار من الوصول إليه، تقف السيارة ويخرج الرجل الستينى، ويتخذ طريقه فى أحد الشوارع المجاورة للكمين، يسمع أحد الجنود يتحدث إلى آخر بإيماء إلى الشيخ «هو ده اللى مطلوب»، يستمر فى خطواته الهادئة، ومن خلفه يلاحقه أحد المجندين.. بوجه متجهم وبصوت أجش، يأمر الشيخ بالتوقف والانبطاح على الأرض.. «من حق الكمين إنه يشتبه فينا، لكن مش من حقه إنه يفتشنا بطريقة مهينة ويقيدنا بطريقة لا تتناسب مع أعمارنا».
يستجيب الشيخ المسن لمطلب الجندى الغاضب، ينبطح على الأرض، ولكن لا يكتفى الجندى بذلك، ولا يرحم كهولة «أبويحيى»، فيعصب عينيه بأحد الأشرطة، ويقتاده إلى غرفة داخلية، يجلس بداخلها ضابط بالكمين، كشف عن هوية «أبويحيى» وأطلق سراحه «تقدر تروّح دلوقتى يا شيخ».. ورغم تقديره للظرف الطارئ الذى تمر به البلاد، يقول: «أنا ممكن أقدّر الظرف ده واستحمل عشان البلد تمر، لكن الموقف ده لو كان حصل مع أحد الشباب، كان ممكن أخدته الحماسة وعمل مصيبة للكمين».[ThirdImage]
أمام نيران متقدة، يحمل براداً من الشاى مطلية جوانبه بالسواد، يجلس بعيون شاخصة فى الصحراء، بجلبابه الأبيض، يحيط رأسه بـ«العقال» ومن فوقه «الغترة» البدوية، وابتسامة لا تفارق محيّا الشيخ سليمان العنازين، الشهير بـ«أبويحيى»، قاضٍ عرفى يعيش فى كنف الكمين بحى الريسة.
يتمهّل، يصب الشاى للجالسين إلى جواره، ويحتسى رشفة منه، يستكمل حديثه حول الكمين ووضعه فى المساكن، ما يشكل خطراً على الأهالى ويمثل «نوعاً من الإرهاب»، حسب تعبيره، لا يقل خطورة ولا ضراوة عن إرهاب التكفيريين، فيقول «أبويحيى»: «قناصة فوق البيوت وكتير جداً بيضربوا نار على الناس اللى ماشية بالليل لو اشتبهوا فيهم».
أمتار قليلة تفصل بين الكمين ومنزلها، تحاول الحاجة سلوى عطا عبور التبة الرملية التى صنعها جنود الجيش لغلق الشارع، ومنع الهاربين من الولوج إلى الممرات الخلفية والهرب من عملية التفتيش، تتكئ على عصا، وتمر من فوق التبة، تقترب من باب منزلها، ترنو إلى سطح المنزل المواجه لها، تخشى أن يكون الجندى «المرووش» كما تسميه، ما زال جالساً على «المتعدد» فوق البناية.. «الحمد لله ارتحنا منه»، فكلما مر بدوى يمشى على حافة الطريق يطلق عليه النيران حتى يدخل إلى قارعة الطريقة «لما يمسك خدمة مكنتش بعرف أخرج من البيت».
يناديها أحدهم: «رايحة فين يا حاجة؟»، ترد: «داخلة بيتى يا بنى»، فتلاحقها كلماته: «طب بسرعة يا حاجة واقفلى عليكى بابك»، تستجيب «الحاجة سلوى» فى صمت، فهى مؤمنة بأن «نار الكمين ولا جنة التكفيريين».. «العريش دى بالذات مكنش ينفع فيها غير اللى حصل»، فى إشارة منها إلى القبضة الأمنية التى فرضها الجيش على المدينة، خاصة فى ظل العمليات التى يرتكبها التكفيريون، وتقول: «كنت بفكر أيام مرسى هى البلد دى ينفع ترجع تانى زى زمان».
السيدة الخمسينية تنتمى لمحافظة سوهاج، جاءت مع زوجها إلى المدينة الساحلية بحثاً عن الرزق، لم تنسَ ما حدث فى عهد محمد مرسى، عندما شاهدت التكفيريين الذين يحملون علم «القاعدة» ويعبرون الكمين بالأسلحة الثقيلة.. «مشهد كان يخوف ويرعب أى حد يشوفه، طلعت فوق السطح أتفرج عليهم، وساعتها الكمين مقدرش يقول لهم حتى رايحين فين».
جميع شرفات منزل «الحاجة سلوى» تطل على الكمين، وتطلع بذاكرتها على تاريخه منذ أن كان كميناً متحركاً للشرطة فقط قبل ثورة 25 يناير، لم يكن بعيداً فى موقعه عن الرقعة التى يحتلها الآن، كل ما فى الأمر أنه تحرك عشرات الأمتار، فتم نقله من وسط المزارع إلى قلب المناطق السكنية، ورغم ذلك لم يختلف الأمر كثيراً، فمنزلها كان يقع فى السابق على بداية مدخل الكمين، والآن يقع على نهايته.
تجد السيدة فى إطلاق النيران على الكمين باستمرار سبباً كفيلاً بنقله وسط البيوت.. «من ساعة ما اتحط وسط البيوت مبقاش فيه إصابات»، ورغم اقتناعها أن نقل الكمين من مكانه الأول، ووضعه وسط البيوت، يضعهم فى دائرة الخطر، لكن إيمانها بقضاء الله وقدره، يطمئنها.. «الواحد ممكن يطوله رصاص التكفيريين ويكون ساكن بعيد عن الكمين فى وسط السوق ويموت برضه، دى مسألة بتاعت ربنا».[SecondQuote]
تقطع «سلوى» بشكل يومى مسافة تزيد على نصف كيلو، بعد رفض سائقى التاكسى العبور من الكمين.. «آخرك هنا يا حاجة»، يقف التاكسى بجوار مديرية الصحة فى شمال سيناء، يحاول أن يبتعد عن أنظار الكمين.. «بعضهم بيخاف أحسن الكمين يتقفل عليه ويقعد بالساعات مش عارف يعدى، خصوصاً إنه بيتقفل بعد أى عمل إرهابى فى العريش أو رفح أو الشيخ زويد، بجانب الخوف من المضايقات أو التفتيش من جانب الكمين».
حينما بدأت الشمس فى الغروب، يحرم على «سلوى» وسكان حى الريسة الخروج من الشرفات، أو الصعود إلى سطح المنزل، ليلاً.. «ممكن القناصة يضربوا طلقات تهويش من على أسطح المنازل المجاورة، ولو حد طلع ممكن يتصاب».
وجود من سمته بـ«القناص» أو الجندى الجالس على سلاح «الجرينوف» فوق أسطح البنايات المجاورة لها، تسبب فى مغادرة العديد من سكان الشقق السكنية، خاصة الأدوار الأخيرة.. «طول الوقت حاسين بحد واقف فوقيهم وفى إيده سلاح، وطول الوقت الجندى بيضرب نار، صوت الرصاص فوق دماغهم صبح وليل، يعيشوا إزاى»، ما تسبب فى انخفاض سعر الأرض والشقق السكنية المتاخمة للكمين.. «محدش بيرضى يسكن هنا، وعشان كده سعر الشقق والأرض رخص جداً فى المنطقة دى بسبب الكمين».
لا تتوقع «سلوى» عودة الكمين لمكانه الأصلى.. «مستحيل يرجع، هو أمن نفسه كويس واحتمى بالمناطق السكنية، ومفيش حد يقدر يهوب ناحيته دلوقتى، ومحدش اتصاب منه ولا انضرب من ساعة ما جه وسطينا إلا بس ساعة تفجير السيارة المفخخة».
بعد الانفجار الذى أصاب الكمين، خلقت الصداقة من شدة الأزمة.. علاقة أخوية بين محمد الأمين، نجل «الحاجة سلوى»، و«س.ن»، أحد المجندين بالكمين، ورغم الصداقة القوية التى تجمعهما، فإن «محمد» يرفض وجود الكمين الذى جمعه بصديقه المجند، ويبدى تعاطفه مع المأساة التى يعيش فيها «س»، مجند جاء إلى الكمين بعد مقتل ابن عمه فى المكان نفسه، خلال عملية التفجير، مكان الحادث أثر فى نفسيته، فتعرض للإغماء، فاستقبله «محمد» ووالدته فى المنزل، وطببوه، ما خلق تلك العلاقة القوية المترابطة بين عائلة ترفض وجود الكمين الملاصق لمنزلها، ومجند ساقته الأقدار إلى موضع مقتل ابن عمه.
منصور توفيق، واحد من ثلاثة رجال من جيران الكمين، تقدموا صوب الحاكم العسكرى ومدير الأمن، حين كانوا فى زيارة لموقع الكمين بعد الاعتداءات المتكررة عليه عقب ثورة 25 يناير، مقترحين نقل الكمين إلى وسط المنطقة السكنية ليكون فى حماية البنايات، ولم يكن يدور فى خلد أحدهم حينها أن يحول الكمين المنطقة بالكامل إلى ثكنة عسكرية مدنية، فالرجل القاطن فى العريش منذ عام 1981 ويعمل مدير إحدى المدارس هناك، لم يكن على دراية بخطورة طلبه، فقصده الأول والأخير هو وقف نزيف دماء الجنود الذى لا يتوقف من هجمات التكفيريين: «إحنا حاميين ضهرهم، ومفيش مزارع تحمى الإرهابى، فهنا تأمين لقوات الجيش والشرطة داخل الكمين، ولكن فيه قيود على الحى هنا».
الرجل الخمسينى دائماً يطالب جيرانه بعدم ترك أولادهم للعب بجوار الكمين، فهو مهدد باستمرار، وسط الهجمات المستمرة عليه، وتبادل إطلاق النيران اليومى بين التكفيريين وقوات الجيش.. «فيه ناس بتنام على صوت أم كلثوم وإحنا اتعودنا ننام على صوت الرصاص»، الرجل يتمنى نقل الكمين بعيداً عن المنطقة السكنية، بعدما أصبح يمثل عبئاً على الحى السكنى بأكمله، ولكن فى نفس الوقت لا يتمنى أن يقع الكمين فى مرمى نيران الإرهابيين، ويسقط منه العديد من الضحايا كسابق عهده قبل نقله وسط الحى السكنى.
«كمين سبع نجوم».. هكذا يصف «منصور» مراحل تطور الكمين، فلم يكن فى بداية الأمر سوى عدد من عربات الشرطة ومدرعات الجيش تغلق الطريق لتفتيش العربات، ولكن اليوم وبعد استقرار الكمين وسط مساكن الأهالى، باتت هناك أشبه بوحدة عسكرية يشكلها الكمين، تتشكل من برج مراقبة، وغرفات لمبيت الجنود والضباط، ودورات مياه مجهزة على أحسن حال، ومسجد للصلاة.
بجسده المعطوب، يخرج «توفيق» متوجهاً إلى عمله، يخشى أوامر «الضرب فى المليان» التى تضع المواطنين فى المنطقة تحت خطر الموت الجاثم حولهم، فتعليمات القادة للمجندين بإطلاق النيران فى أى وقت، تلقى بأهل المنطقة فى وجه جنود بعضهم خائف على روحه، والآخر يبحث عن الثأر لزملائه، وثالث يتعامل مع أهل سيناء من خلال ما يسمعه عنهم «قتالين قتلة».
الرجل ينتمى إلى محافظة الشرقية، فهو ممن يسميهم أهل العريش «المغتربين القادمين من وادى النيل إلى المدينة الساحلية»، وتمثل تلك الفئة 90% من سكان منطقة الريسة الملاصقة للكمين، ما يخلق علاقة حميمة بين أفراد الكمين وسكان كمين الريسة: «بلدياتنا فى البلد، ومتغربين وكان واجب علينا نحميهم ونحسسهم إنهم مننا، وأول مرة ظهرت فيها العلاقة بقوة وقت تفجير الكمين، لما خرجنا كلنا من بيوتنا على صوت الانفجار وبدأنا نشيل الضحايا وننقلهم بعربياتنا ونودى الجرحى بيوتنا لحد ما ننقلهم المستشفى»، ويضيف: «معاملة أفراد الكمين بتختلف طبقاً للى بيتعاملوا معاه، لو قابلهم المغترب بتاع وادى النيل يكلموه كويس، ولو جه فى سكتهم حد من البدو، يتعاملوا معاه بجفاء».
تلك العلاقة مع الجنود تسمح لأطفال المنطقة باللعب بجوار مدرعات وقوة الكمين، غير مكترثين بالمخاطر التى تحيط بهم، ويسمى «منصور» أطفال أهل الحى الموجودين باستمرار فى صحبة جنود الكمين «أولاد الشحات وأولاد عثمان».
من شرفة منزله بالطابق الأرضى يستطيع «إبراهيم» أن يبصر الكمين بكل تفاصيله، تنطلق الرصاصات فى الهواء وتبدأ مشاجرته اليومية مع نجله الصغير.. هو: «طلقات تحذيرية».. و«أحمد»: «لا يا بابا ده تعامل»، ثم يتفقان على نوع الرصاصات: «ده صوت متعدد يا بابا»، «حقيقى يا أحمد»، لتخرج ابنته الصغرى «منى» التى لم يتعدَ عمرها خمس سنوات، لترمق من الشرفة أضواء الطلقات الكاشفة وأصوات القذائف.. هو ونجله أصبحا خبيرين فى أنواع الأسلحة التى يستخدمها الجيش والشرطة، الثقيلة منها والخفيفة، وعمليات الاشتباك المسلح، وصارت آذانهما فى تصالح مع الطلقات المستمرة وأصوات القذائف المتبادلة بين التكفيريين وقوات الجيش، ويقول «إبراهيم» لـ«الوطن»: «اتعودنا على صوت طلقات النيران المتبادل باستمرار، عادى قاعد فى البيت وعارف إيه الطلقة اللى جاية عندك والطلقة اللى بعيدة عن مرمى البيت، وبتعرف الطلقات دى هتصيب حد فى الكمين ولا مجرد تهويش ومحدش هينصاب».
«شموس الليل»، هى المصطلح الأقرب لما يشاهده «إبراهيم» وأهالى الريسة يومياً، يخرج من الشرفة، يرقب ذلك الليل الذى تحول لنهار، بعد إطلاق قوات الجيش القذائف الكاشفة، وينتظر فيتجدد الأمر، ويتحول الليل إلى نهار من جديد، فى منتصف الليل، وإلى جواره نجله الصغير، يشاهد الجندى وهو يطلق الرصاص على التكفيريين، وتدمع عيناه على صديقه المجند «أ.أ» الذى قُتل فى تفجير سيارة مفخخة فى الكمين قبل شهور: «أحمد كان بيلعب معاهم، وكان دايماً بيحب يروح يلعب حوالين الدبابة، بعد ما مات المجندين صحابه بطل يروح ناحية الكمين خالص وقعد يبكى كتير».
ملف خاص
جيران كمائن سيناء: الموت من «باب الاحتياط»
كمائن سيناء
أحياء وقرى لا أحد يضل الطريق إليها، ما دامت قدماه تخطوان على أرض شمال سيناء؛ بمثابة «مَرسى إجبارى» لكل العابرين إلى المدن السيناوية... للمزيد
حى المزرعة.. قذائف الموت تمر فوق رؤوس الأهالى
آثار طلقات نارية على سور مدرسة بجوار كمين المزرعة
ينظر فى ساعته، مدركاً أن موعد خروج طفلته من المدرسة قد حان.. تسرى القشعريرة فى جسده ويدب الذعر فى أوصاله، حينما يطرق مسامعه بلا استئذان دوى طلقات متتابعة... للمزيد
قرية «أبوطويلة».. حياة تحت حصار الجيش والتكفيريين
انتشار القوات المسلحة بالعريش
أصوات طلقات النار تتصاعد على بعد 400 متر حيث يستقر كمين أبوطويلة الأمنى، بالتزامن مع آهات رجل عجوز يعانى المرض فى أحد منازل القرية، وفى ساعة ليست متأخرة من الليل... للمزيد