أهالي مطروح عن علي حميدة: كان سفيرنا في كل مكان وقرر يموت وسطنا
الفنان علي حميده
ترك الدنيا وبقيت ذكرياته بين أصدقائه وجيرانه، الذين شهدوا بأخلاقه وكرمه، وأصله الذي لم ينساه في فترة تألقه، قبل أن يقضي آخر أيامه نائما على سريره داخل منزل شقيقته وسط أسرته بجسده المتهالك الذي أنهكه المرض، حيث ذهب الفنان علي حميدة إلى مثواه الأخير، أمس الخميس، وسط حزن كبير من أهالي مسقط رأسه في محافظة مطروح، متأثرين برحيل قامة كبيرة ورمز من رموزهم.
الخير والكرم صفات لم تتغير في الفنان البدوي
العديد من أهالي مدينة مرسى مطروح ودعوا الفنان، ظهر اليوم، متأثرين برحيله، بعد أن ترك لهم مواقف عديدة لن ينسوها، يرويها لـ«الوطن»، جبريل أبو خليف، أحد جيران وأصدقاء الراحل، موضحا أن الفنان كان أكبر منه سنا، لكنه كان يفضل الجلوس مع الشباب الأصغر منه والعطف عليهم، حيث كان يجمع الأصغر منه سنا من جيرانه، وأهل منطقته لإقامة الرحلات الصحراوية «الزردة»، ليقوم بإطعامهم، مصطحبا معه آلة العود الخاصة به: «علي حميدة كان فنان في الطبخ بعيدا عن الغناء، وكان بيحب يطبخ بنفسه».
قصة «لولاكي» وما بعد الشهرة
لم يكن أصدقاء حميدة، على علم بتسجيله لـ«لولاكي»، حيث لم يتوقع الفنان الراحل وصولها للعالمية، «بعد ما سجل لولاكي، لاقيته جايلي بيخبط على الباب وبيقولي يلا نروح البحر، وكان يوم عيد، واتجهنا في طريقنا للبحر»، لم يُعلم حميدة صديقه بتسجيله للأغنية الشهيرة، إذ تفاجأ بتجمع كبير للناس على ماركت صغير أمام البحر، يستمعون للأغنية وسط رقص وطبل، «لقيته بيقولي ده شريطي»، لكن الشهرة لم تغير «حميدة»، الذي اشتهر بين جيرانه وأصدقائه بالكرم.
كرم علي حميدة مع أهل مطروح
لم تؤثر شهرة «لولاكي»، على أصالة وكرم «حميدة»، بل كانت سببا في تخطي هذا الكرم لحدود محافظته بعدما انتقل إلى القاهرة، ليستضيف أهل مدينته التي تبعد عن العاصمة بـ500 كيلو، في منزله بالقاهرة، حيث لم ينل الشهرة وحده، وخصص جزء منها لأهله وأصدقائه الذين لن ينسوه، على حد قول «أبو خليف».
أحد أصدقاء الراحل: عمره ما خذل حد في مناسبة
يموت الإنسان وتبقى سيرته الطيبة من بعده على ألسنة الناس، فرغما عن الطبع القبلي الذي تشتهر به محافظة مطروح، لم يكن يعلم جميع القاطنين بها عن قبيلة الفنان علي حميدة، لأنه كان لا يفرق في مساعدة شخص من قبيلته، وآخر من قبيلة أخرى، فاتحا منزله في مطروح والقاهرة للجميع، «كان بيقف مع الصغير والكبير، وعمره ما خذل حد في مناسبة»، حيث كان حريصا على حضور جميع مناسبات من يعرفهم في مطروح، حتى وإن كان منشغلا، على حد قول سمير طرام، أحد الأصدقاء المقربين للراحل.
علي حميدة فضل الموت بين أهله
لم يفضل «حميدة»، البقاء في المستشفى بالقاهرة لمدة طويلة، بل أصر على أن يكون وسط أهله في أيامه الأخيرة، خوفا من أن يتوفى بعيدا عنهم، «علي حميدة كان سفير لأهل مطروح في كل مكان»، وبعد عودته من القاهرة كان يزوره أصدقائه في بيته، حتى لا يشعر بالوحدة التي عانى منها لفترات طويلة في الوسط الفني، حسبما روى «طرام» لـ«الوطن».