عمال الإنقاذ البحري بـ"رأس البر": نحتاج إلى "إنقاذ"
بوجوه بائسة ونظرات زائغة وأجساد تعطشت إلى الإنقاذ، بعد أن اتخذت من مقاعد مقاهي المالح بمدينة رأس البر بمحافظة دمياط مجلسًا لها، عقب سنوات من العمل والاجتهاد دون كلل أو ملل.. جلس عمال الإنقاذ البحري في حاجة إلى إنقاذ من قبل الحكومة.
العمال اشتكوا من مطالب آدمية وحقوق مشروعة نادوا بها في المسؤولين دون رد أو استجابة.. "الوطن" التقت أعضاء فريق الإنقاذ النهري بمدينة رأس البر، التي سقط فيها غرقا خلال الأيام الماضية، فما هي مطالبهم من المسؤولين وما طبيعة عملهم وأوضاعهم المعيشية.
في البداية قال محمد عاشور، بوجه مُدمع، وهو أحد أعضاء الفريق: "رغم أني قضيت حياتي في هذه المهنة وكل يوم أقول غدا سيكون الوضع جيدًا ونتعامل كآدميين من قبل المسؤولين إلا أن الوضع كما دون تغيير"، مشيرًا إلى انهم اشتكوا مرارًا وتكرارًا من انخفاض رواتبهم التي لا تستطيع تدبر حال طفل صغير، كانت قديمًا 400 جنيه يكفونني، أما الآن فمبلغ 600 جنيه لا يكفي للإنفاق على أسرة صغيرة، لذا اضطررت للعمل كصياد بجانب مهنتي الأساسية غطاس، وذلك حتى أتمكن من تدبير ولو جزء بسيط من نفقاتي.
وتابع "عاشور" قائلًا، "نفسي المسؤولين يشعروا بنا، وينقذونا ويلبوا لأبسط مطالبنا فنحن لانريد سوى رواتب تحفظ ماء وجههنا فبدوننا لاتقوم سياحة برأس البر"، لافتًا إلى انهم كلما طالبوا رئيس المجلس بزيادة مرتباتهم كان رده، "مفيش فلوس أقفوا جنب". كاشفًا أن معدات الإنقاذ التي بحوزتهم لا تصلح لإنقاذ غريق وعلى مجلس المدينة استبدالها بمعدات أحدث.
ومن جانبه، قال ياسر محمد، أحد أعضاء الفريق، "نفسي أحس أني بني آدم من دم ولحم، مرتباتنا لا تحي فردًا فيكف تعيش عليها أسرة كاملة، كل ما بدخل بيتي وانظر في أعين أبنائي وزوجتي بحس بنقص، وأنا عاجز مش عارف أوفر لهم أبسط احتياجاتهم والأسم غطاس". وكشف أنه في عهد رئيس مجلس المدينة السابق تم وضع خطة حماية خاطئة، دون معرفة قواعد المد والجزر أو العودة إلينا، ما تسبب في وقوع 59 حالة غرق خلال 4 أشهر.
وطالب "ياسر"، بعدم تدخل المسؤولين غير المختصيين فى عملهم، والتأمين على حياتهم والتأمين الصحي مع توفير فرق أمنية لتأمين فرق الإنقاذ النهري، وصرف بدلات خط الحماية المتأخرة، والتدريب باستمرار لتوفير اللياقة اللازمة للغطس.
وفي المقابل قال حازم حواس، رئيس مجلس مدينة رأس البر، فى تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إنه يتم صرف رواتب الغاطسين أول بأول، ولايوجد أي متأخرات لهم، علاوة على الدفع بخمس سيارات إسعاف على الشاطيء بداية من 101 وحتى شاطيء الخليج، وتوفير شرطة سرية لتأمين الشواطيء وأعضاء فريق الإنقاذ البحري.
وأكد حواس أن هناك خطة مستقبلية لتطوير أدوات فريق الإنقاذ مشيرا إلى أن الأدوات الحالية التى بحوزتهم تمكنهم من إنقاذ أى غريق