«زياد» ضحية اللعب بـ«صواريخ العيد».. «كان هزار قلب جد»
لم يكن الصغير «زياد»، ابن الأعوام الثمانية، يدرى أن فرحته بالعيد ولهوه البرىء سيتحول لكابوس وألم قد يصاحبه طوال حياته كلما تحسس يده، التى فقدت ثلاثة من أصابعها دفعة واحدة بعد أن انفجر فيها صاروخ نارى كان يلعب به الصغير فى الشارع بعد صلاة العيد. استلزمت المأساة المفاجئة جراحة طويلة أفسدت بهجة الاحتفال، فيما صبّت الأم الحزينة غضبها على السلطات التى تسمح بهذه الألعاب العبثية الخطيرة بين يدى أطفال قد يفقدون حاضرهم ومستقبلهم بسببها.
مع تكبيرات صلاة العيد، استيقظ زياد محمد، وبسرعة أخرج ملابسه الجديدة، التى ظل فى الأيام الأخيرة فى رمضان يتطلع إليها، منتظراً مجىء اللحظة المناسبة..
«رحت أصلى فى المسجد ورجعت جرى علشان آخد العيدية زى كل سنة، بحوش جزء منها، والجزء التانى بشترى بيه صواريخ ألعب بيها مع أصحابى تحت البيت وفى النادى».
اضطرب قلب الأم فى منزلها فجأة وهاجمتها الهواجس مع سماعها دوى الألعاب النارية التى يلهو بها الابن مع أصدقائه فى الشارع. ومع صراخه المفاجئ هرولت نحو الشرفة لترى الابن وقد انفجر الدم خارجاً من يده ليغطى ملابسه الجديدة، حمله الجيران إلى المستشفى. يقول «مصطفى»، بعدما استعاد اللحظة الحزينة: «جرينا بيه ومش عارفين إيه اللى حصل له، عرفنا إنه تهتك فى أعصاب اليدين وحروق، دخل غرفة العمليات وقعد فيها لمدة 15 ساعة وخرج ببتر 3 أصابع من يده».
الأم تبكى طفلها، الذى ربما يضيع مستقبله على الصعيدين الدراسى والرياضى بسبب لحظات سعادة مؤقتة، لكنها «خطرة»، قائلة: «ابنى متفوق فى دراسته، وبطل فى التايكوندو، وضاع مستقبله بسبب ألعاب تافهة، المفروض الدولة تمنع دخول الحاجات دى مصر، مش علشان هى بتأذى الكبير والصغير بس، وكمان لأن تمنها ممكن ينتفع بيه الفقراء والمحتاجين».