يسري الجندي: أبناء دمياط استعادوا وجهها المضئ بعد رفضهم اختطاف الثورة
عبر الكاتب المسرحي الكبير يسري الجندي عن سعادته بإقامة مهرجان دمياط لمسرح الغرفة، وقال الكاتب الكبير في كلمته التي ألقاها أمس أثناء افتتاح المرجان باعتباره رئيساً شرفياً له: "أشعر أنى مدين لكم بالاعتذار عن تقصيري طويلا في الحضور، بل وحين كان يتاح لي الحضور كنت أستسلم لحالة العزلة التي أعيشها في القاهرة برغم اشتياقي للقاء الأصدقاء وبوجه خاص جيلي، فأي شيء يقف وراء هذا التناقض؟ لقد عشت مع جيلي في دمياط زمنا مضيئا مع الزعيم الذى لم يتكرر ومع ثورة يوليو في رحلتها، منذ إعلان قيامها وأنا في العاشرة، وهنا أذكر أيضاً أن جيلنا عاش أحداثا كبرى في دمياط، حرب ٥٦ وكنا نتابع ما يجرى بالقرب منا في بورسعيد ونكاد نسمعه ونراه وعشنا معا محنة ٦٧ وكيف خرجت دمياط مثلما خرج الشعب المصري كله ليأخذ بيد عبد الناصر لينهض ويقودنا ثانية ويعيش أعظم مراحل عمره القصير وهو يعد لحرب ٧٣ وكانت آخر حلقات الأحداث الكبرى التي عشتها معهم: الفراق المباغت المروع لعبد الناصر، بعدها رحلت إلى القاهرة، رحلت وقد أدار الزمن وجهه تماماً، كانت رحلتي مع الاغتراب المتعدد وكان هذا أدعى للحنين الدائم إلى دمياط ورفاق الزمن المجيد ولكن كلما تقدم الزمن بمرارة التحولات الأليمة كانت المفارقة: مزيدا من الابتعاد كأنما أود أن يظل الزمن الجميل يسكن داخلي فقط وأحرص على ألا يشوهه ما حل بدمياط من تغيير أيضاً حتى فوجئت بموقف الدمايطة الذى شهد به الجميع حين شاركوا فى ثورة يناير وكأنما استعادوا أيضاً وجه دمياط القديم إبان ثورة ١٩ مثلما شاركوا فى رفض اختطاف هذه الثورة".