صور.. «عبدالنبي» يصنع سيارة نقل من الخردة: «الحاجة أم الاختراع»
عبد النبي رمضان
«الحاجة أم الاختراع».. مقولة شهيرة لم يكن يعرفها عبد النبي رمضان محمد، المقيم بقرية زاوية صقر التابعة لمركز أبو المطامير بالبحيرة، حين صنع سيارة نقل من الخردة التي تباع بالأسواق، مستغلاً معرفته بالميكانيكا التي عمل بها لعدة سنوات، قبل أن يستقر في زراعة الأراضي بقريته، ودفعته حاجته لوسيلة نقل بخلاف «الكارو» التي لا تسعفه في نقل السماد للأرض والمحاصيل منها، إلى صناعة سيارة اشترى مكوناتها من سوق الخردة بالبحيرة، إلى أن استقر على شكل نهائي لسيارة أحلامه.
«لازم نطلع بأفكار بره الصندوق، ونخترع حاجة تساعدني في شغلي وحياتي العملية».. كلمات بدأ بها عبد النبي الشاب الثلاثيني حديثه إلى «الوطن»، متابعًا: «أعمل في زراعة الأراضي بالقرية التي أقيم بها، ومتزوج ولي ابنتان إحداهما ٩ سنوات والأخرى ٥، وقبل ذلك كنت أعمل في ورشة لصيانة وتصليح السيارات، اكتسبت خلالها خبرة لا بأس بها، ساعدتني فيما بعد لتنفيذ فكرتي في تصميم سيارة من الخردة، حيث قمت بشراء موتور سيارة قديم وأدخلته الإصلاح بالكامل بمعاونة أحد أصدقائي، وبدأت بعدها تصميم هيكل السيارة الخارجي، وكان ذلك أمراً مرهقاً لكنه غير مكلف ماديًا».
وأضاف: «أسابيع من العمل المتواصل لا تتجاوز العشرة، صنعت خلالها سيارة أحلامي، وعلى الرغم من شكلها غير المقبول، إلا إنها تقضي حاجتي في نقل المحاصيل ومد الأرض بالسماد اللازم لها، حتى أنني أُقل زوجتي وابنتي معي بالسيارة، أثناء رحلتي في الذهاب والعودة من وإلى الأرض.. مش مخلياني محتاج عربية لنقل الخضار والسماد».
وتابع: «كنت أقطع مسافة تتجاوز كيلومترين بين منزلي والأرض التي أزرعها، وفي موسم الغرس والحصاد كنت أتكبد عناء النقل والتشوين، وهو أمر مكلف ماديًا، خاصة مع صغر مساحة أرضي وقلة إنتاجها، على عكس الكثير من سكان القرية الذين يحوزون عشرات الأفدنة، وكنت في زيارة ذات مرة لأحد أقاربي بالإسماعيلية، ورأيت فكرة مشابهة لفكرتي، فقررت أن أنفذها وبتكلفة رخيصة».
واختتم حديثه قائلاً: «لا أغادر بالسيارة من القرية، فهي تقضي مشواري من وإلى الأرض، وأُجري لها الصيانة الخاصة بها بورشة أحد أصدقائي، وأؤكد أنني فخور بما صنعت وإن كان لا يتناسب في الشكل مع الوضع العام، لكنه في الأخير يفيدني ويغنيني عن سؤال أصحاب السيارات وقت الموسم».